13 سبتمبر 2025

تسجيل

ديوان ويكيليكس السعودية !

13 يوليو 2017

شكَّلت الاتفاقية المشتركة الأخيرة بين قطر والولايات المتحدة الأمريكية لمكافحة تمويل الإرهاب صدمة أخرى تُضاف لقائمة الصدمات التي أصابت دول الحصار بـما هو أشبه بـ " أعراض ما بعد الأربعين يوماً " !! والتي كان من أبرز تداعيات أعراضها نشر تسريبات سرية لاتفاقية الرياض عام 2014 والتي جاء نشرها بعد فشل إثبات إدعاءاتهم ورفضها من قبل قطر وبتأييد دولي أبدى سخطه منها على اعتبار أنها تعد تدخلاً سافراً في شؤون دولة ذات سيادة من غير المعقول أن تقبل بها كونها أشبه بإعلان الوصاية عليها وهو الأمر الذي ترفضه مبادئ حسن الجوار والأعراف الدولية .وتأتي الاتفاقية الثنائية بين البلدين في هذا الوقت العصيب الذي تُصعّد فيه دول الحصار الأربع لهجتها ضد قطر بعد رفضها إدعاءاتهم وتلويحهم باتخاذ إجراءات أشد صرامة في حال عدم انصياعها لهم ، وهو الأمر الذي استدعى التدخل العاجل والسريع لأمريكا وبريطانيا للعمل على تكثيف تحركاتهما الدبلوماسية لنزع فتيل الأزمة بين الجيران والتي افتعلتها دول يبدو أن لديها أجندة سياسية ومصالح تستدعي أن تمارس فيها عنجهيتها وإملاءاتها على قطر لتحييدها عن المشهد الذي هي بصدد تنفيذه وتعلم علم اليقين بأن قطر هي الدولة الوحيدة القادرة على كشف مؤامراتهم على شعوبهم وشعوب منطقتنا العربية بأكملها !!ولعلنا شاهدنا تسارع الأحداث وزخمها منذ بداية الأزمة وكأنه من غير الممكن أن تحدث إلا في مثل هذه الظروف العصيبة التي تمر بها المنطقة ، فمن اكتمال لمشهد تشويه لصورة الشرعية اليمنية وتهيئةٍ لتقبل ابن المخلوع أحمد علي صالح ليكون الرئيس القادم لليمن والترويج له بأنه الوحيد القادر على وأد عملية المطالبة بفصل جنوب اليمن عن شماله بحسب الرؤية الإماراتية وما تروِّج له منذ أن تراجعت المملكة العربية السعودية عن قيادة المشهد اليمني ويأسها المتمثل بانحسار دورها في قيادة التحالف للقضاء على المليشيات الانقلابية المتمثلة بالحوثي وصالح وبالتالي تسليمها زمام الأمور والكلمة الفصل لإمارة أبوظبي لقيادة المرحلة القادمة للملف في اليمن الذي عانى كثيراً من تفاقم الأوضاع المعيشية وتفشي الأمراض والمجاعة في كافة محافظاته والذي يرجع السبب الرئيسي فيه إلى التأخير المتعمد لحسم المعركة في صنعاء وما طرأ عليها من تغيرات يُراد لها ذلك لتحقيق مصالح من يُديرون اللعبة !!ومن الأحداث التي جعلت من هذه الأزمة ستاراً لها لضمان نجاحها هو اعتلاء الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد في السعودية وتحكمه الكامل في السلطة تمهيداً للانتقال لمرحلة جديدة يتم من خلالها تنصيبه ملكاً للمملكة مهّد لها مُسبقا بضمان التخلص من أي حجر عثرة قد يتعرض له في طريق تحقيق هذا الهدف وهو الأمر الذي حداه لفرض الإقامة الجبرية على الأمير محمد بن نايف ولي العهد السابق الذي أطاح به وسط استهجان ورفض شديدين من قبل العديد من أفراد الأسرة المالكة ، ولا زال الوضع مرتبكاً للغاية ويُنذر بالتصعيد الذي قد يمتد لفترة غير معلومة !!ولم تسلم حليفة الرياض ورأس الفتنة والشر واللاعب الرئيسي في الحلف الرباعي المحاصر إمارة أبوظبي من تداعيات هذه الأزمة من خلال ما يتردد من خلافات نشبت بينها وبين إمارة دبي التي تكبّدت الخسائر الفادحة من جرّاء حصار قطر جعلتها هي المتضررة الأولى من هذا الحصار غير المشروع !!وبات من الواضح أن السحر انقلب على الساحر وبدت تداعياتها تنخر في أنظمتهم وتشهد فوضى عارمة قد لا تُحمد عقباها ، في حين لازالت قطر بفضل من الله ثم بسياستها المتزنة والثابتة منذ بداية هذه الأزمة المفتعلة تُحقق المكاسب السياسية والاقتصادية ونالت احترام وثقة العالم أجمع .فاصلة أخيرةدليم جعل من الديوان الملكي ويكيليكس السعودية ومن المزروعي ناطقاً له .. فمتى تعود الهيبة لديوان " هل العوجا " ؟!!