17 سبتمبر 2025

تسجيل

فهد الكبيسي باعث الأفراح (2)

13 يوليو 2016

قبل ثماني سنوات، كتبت في الشرق مقالًا بعنوان "فهد الكبيسي باعث الأفراح"، وكان الفنان فهد لا يزال في بداية طريقه الفني، حيث أقام حفلًا لتدشين أحد ألبوماته الناجحة، ومما ترسّخ في بالي من ذاك المقال ما يلي: "فهد الصغير أصبح اليوم كبيرًا في تحملّه لمسؤولية المحافظة على النجاح الذي وصل إليه، ومكانته في عيون المبدعين والصحفيين، لأنه يحب عمله ويعطي كل فرد من أفراد فريقه حقه من التكريم والإشادة، كما فعل في عرضه الإلكتروني خلال الحفل المذكور. فهد الكبيسي (القطري) ظاهرة فنية تستحق الإشادة والدعم والمؤازرة. فبلد الخير قطر تستحق أن يظهر فيها كل عام نجم جديد، في المجالات المختلفة، ويستحق فهد وإخوانه من الفنانين والمبدعين الدعم والرعاية من قبل الجهات المختصة ومن وسائل الإعلام. فشكرًا لفهد الكبيسي على تلك الروح التي بدت عليه في حفل تدشين الألبوم الجديد، وشكرًا لكل وسائل الإعلام التي تسانده ليشق طريقه نحو المزيد من النجاحات".ولقد أثبت الفنان فهد الكبيسي حُسن الظن فيه، بعد ثماني سنوات من صياغة ذاك المقال الذي يستحقه. لم يلتئم شملُ أدباء وفناني وإعلاميي قطر منذ زمن طويل، قد يكون الاجتماع الأول والثاني لمشروع "الجمعية القطرية للأدباء والكتاب" قبل أكثر من خمسة عشر عامًا. ولكن فهد الكبيسي استطاع بحُسن تدبيره، وقدرته التواصلية، أن يجمع ذاك الجمع من الأدباء والفنانين والإعلاميين، وأشعرَهم بدفء اللقاء من خلال كلمته الضافية المرتجلة بكل وضوح ورصانة. وفعلًا وجدنا أنفسنا أمام أدباء وفنانين لم نلتقيهم منذ أكثر من خمسة عشر عامًا، كما التقينا الشباب من الإعلاميين، الذين نراهم لأول مرة وجهًا لوجه، ولربما بعضهم لا يعرفنا حق المعرفة. كان اللقاء بين كُتاب الدراما، والممثلين، والشعراء، والأكاديميين الإعلاميين، والمخرجين مفعمًا بالتمنيات الطبية، أعاد إلينا دفء مشاعر اللقاءات القديمة في رحاب إذاعة قطر منذ 1969 وأروقة تلفزيون قطر عام 1970، والمسارح القطرية؛ ومنها فرقة الأضواء منذ عام 1968. ومثل هذه اللقاءات تدعم الحركة الفنية والأدبية بشكل عام، وتوطد علاقات المبدعين ببعضهم.وفي كلمته الضافية أشار سعادة السيد صلاح بن غانم العلي وزير الثقافة والرياضة إلى اعتماد اللقاءات مع الأدباء والفنانين والمبدعين بشكل دوري، وهذا ما أثلج صدورنا، وما لم نعتد عليه في السابق، ونحن نشكره على تلك المبادرة الطيبة.زميلنا مستشار وزير الثقافة لشؤون المسرح الفنان غانم السليطي، عبّر عن دواخلنا عندما أشار في كلمته إلى أهمية اعتماد يوم 17 رمضان من كل عام، يومًا للقاء الأدباء والكتاب والفنانين والإعلاميين، وأن صوت الريان قد تعهدت بذلك، كما أشار وذّكرَ الحضور بأهمية وجود مظلة حقيقية تجمع الأدباء والكتاب والفنانين، يكون لها كيان مستقل ودائم.هذان المقترحان، كانا من غَرس ابننا الفنان فهد الكبيسي الذي أوجدَ الأرضية الصالحة لشجون اللقاءات الأدبية والثقافية والفنية، في وقت قلّ فيه الالتقاء بين منسوبي تلك المجالات التي ترفد الحراك الثقافي والفني في البلد، وتدعم الجهود نحو تأصيل الثقافة والحركة الفنية عامة.نأمل أن تتواصل على أرض قطر الطيبة اللقاءات المثمرة المعبّرة عن أصالة هذا المجتمع، وتطلع أبنائه نحو المزيد من الإنتاجية والإبداع لما يعود من ذلك على المجتمع بالخير والنماء والتطور.