27 أكتوبر 2025
تسجيلتكمن الصعوبة التي يعاني منها عدد من الموظفين، عقب إجازة عيد الفطر المبارك، التي انتهت أول أمس الإثنين في استمرارية برنامج الموظف في رمضان المليء بالسهر، وتأثره بتغيّر ذلك في أيام العيد وعودته للعمل عقب فترة إجازة رسمية اعتبرت قياسية هذا العام، وهي ما أربكت الموظفين في إعادة جدولة برنامج بعضهم مما سبّب لهم إخفاقات عملية وبداية ضعيفة، بدلاً من أن تكون مفعمة بالطاقة والحيوية. وتعد إجازة العيد عند البعض عاملاً موثراً في الإخفاقات والارتباك والجوع الذي يُدخل الفرد في صراع مع تلك الساعات المخصصة للدوام.كثير منا شعر بهذا التغير المربك للساعة البيولوجية لديه، خاصة من أراد التيمن بسنة رسولنا الكريم في صيام الست من شوال، والتي رآها البعض منسجمة مع الحالة الرمضانية ويريد أن يتخلص منها مبكرا، إذ كانت حالات السهر والنوم مضطربة وغير مستقرّة نتيجة تغيّر الروتين اليومي، الذي بدأ مع حلول شهر رمضان واستمراريته لدى البعض أكثر من 40 يوماً بإنتاجية متذبذبة وغير عالية .الساعة البيولوجية هي المنظّم الفطري الموجود داخل الإنسان، وتعمل على تنظيم الروتين اليومي للإنسان، من حيث وقت النوم ووقت الشعور بالجوع وهي عادةً تواجه الكثير من المجتمعات، لا سيّما في أوقات الإجازات، إذ تنشط ظاهرة السهر التي تحوّلت لمرض اجتاح المجتمعات وتمكّن من التأثير على الصغير قبل الكبير، وكأن الإجازة لا تحلو إلا بالسهر المفرط، الأمر الذي يحدث ارتباكا، نتيجة تغيّر ساعات النوم واختلاف مواعيد الوجبات اليومية وحاجة الجسم للراحة والتنظيم .يعاني الموظفون في دوائرنا الرسمية غالبا من حالة خمول وكسل وإرهاق نفسي، ويرجع خبراء نفس الظاهرة إلى عدم استفادة الموظفين من فترة الراحة بالطريقة الصحيحة، إن العيد مناسبة اجتماعية وهي الأهم التي تجتمع فيها الأسرة معا، إلا إن العمل في العيد يعد تضحية يقدمها العاملون في القطاعين العام والخاص، وأرى من وجهة نظري أن المكافأة المادية التي تقدم للموظفين المفروض عليهم الدوام أيام الأعياد والإجازات لاتقدر بحجم المناسبة الاجتماعية التي يخسرها من يعمل أوقات الإجازات.البدلات التي تمنح للمكلفين بالعمل في العيد وخارج الدوام لا تجزي التضحية فلذا يطالب البعض بإعادة النظر فيها، ويفضل البعض أن يكون العمل في العيد اختياريا وليس إجباريا، علما بأن النظام المعمول به نظام دولي وليس محليا، ولذلك اصطدمت رغبات العاملين في القطاع الخاص في أوقات الأعياد والإجازات بالنظام المعمول به رسميا بالدولة، واتفق معظم الأكاديميين والمختصين في الخدمة الاجتماعية وعلم النفس على أنه لاينبغي إجبار الموظفين على العمل في الإجازات الرسمية إلا للضرورات القصوى .نستخلص من دراسات في هذا الشأن يوضح فيها علماء النفس وجود نوعين من المناوبين في الأعياد منهم من هيأ نفسه لتلك المهمة، وآخر يفاجأ بأنه مكلف بالعمل في العيد وهؤلاء يكون الأثر النفسي عليهم أكبر، فقد يكون قد وضع برنامجا معينا له ولأسرته ثم يأتيه هذا التكليف، أما الموظفون والعاملون في القطاعات الأمنية خلال فترات الأعياد فالأثر النفسي يكون عندهم أقل لأنهم متعودون على هذا الأمر.العمل في الأجهزة الحكومية تم استئنافه صباح اليوم الثلاثاء بعد إجازة عيد الفطر المبارك التي تعد طويلة نسبيا، حيث بدأت هذا العام يوم الخميس الموافق 30 يونيو واستأنف العمل بعد الإجازة اليوم الثلاثاء الموافق 12 يوليو 2016م. وسلامتكم