14 سبتمبر 2025

تسجيل

أجمل الهدايا .. أفكار ومشاريع إبداعية

13 يوليو 2016

الهديّة لها فعل السحر، فكم من صداقة ومحبة جلبت بسبب هدية، وكم من ضعينة ذهبت أو مشكلة دفعت أو حلّت بسببها، وكم خاطر جبر بتقديمها، وكم من سرور أدخل على القلوب بحضورها، وصدق الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم إذ قال: "تهادوا تحابوا". نستحضر الهدايا في الأفراح والمناسبات السعيدة، في الأعياد ومواسم النجاح والأعراس، وعند زيارة المرضى، والتهنئة بالمواليد الجدد، وتدشين المشاريع وغيرها.قد يكون كل ما سبق معروفا ومألوفا .. فما مناسبة الحديث عن الهدية إذن ؟!.. وما الدافع لمعاودة تناولها.. الأمر ببساطة أن ثمة أمور سلبية ترتبط بالهدايا يفترض تجنبها، وأفكار جديدة ومشاريع إبداعية تجعل من الهدايا قيما مضافة.من الأمور التي لطالما أزعجتني في هذا الشأن تكدس الهدايا من باقات وأكاليل الزهور، أو هدايا الشيكولاتة وعلب الحلويات وقوالب الكيك بأحجامها المحتلفة.. ومع عشقي للأزهار ومنظرها الجميل ورائحتها الزكية إلا أنها تذبل بعد أيام قليلة وترمى في سلال النفايات، رغم قيمتها غير القليلة، أما الشيكولاتة وأنواع الحلويات فإن حفظ أغلبها ليس بالأمر اليسير، فضلا عن المصائب التي تسببها خصوصا عند الإكثار من تناولها سواء من قبل الصغار أو الكبار.وكثيرا ما تساءلت في نفسي أليس من الأجدى التفكير بشكل أفضل وطرق مختلفة في مسألة الهدايا المقدمة لتكون أكثر فائدة، وعلى سبيل المثال لم لا يفكر الأصدقاء المشتركون في تقديم هدية مشتركة لأحبابهم وأصدقائهم، بحيث تنفع بشكل أكبر وتدوم لفترة أطول، كالأثاث والمعدات الكهربائية، والمستلزمات الأخرى، بل وما المانع من تقديم الهدية كنقود ليشتري الشخص الذي تقدم له ما يحتاجه أو يحبه لنفسه أو أسرته ومن هم حوله. ولم لا نتعود ونعود أبناءنا على هدايا قيَمية تكون ذات قيمة كالكتب ليتعودوا المطالعة وتتفتح أذهانهم على نوافذ المعرفة والثقافة والتنور، قد يحصل شيء من هذا القبيل، لكنه قليل ونادر.أما الأمور التي استوقفتني مؤخرا في موضوع الهدية إعجابا وتقديرا، فأبناء يهدون والدهم ووالدتهم هدية مميزة في ذكرى زواجهما.. هدية راقت للوالدين جدا، وهي عبارة عن حفر بئر في ثوابهما في دولة إفريقية تعاني من الجفاف كصدقة جارية تكون بركة في حياتهما، ولا ينقطع خيرها وأجرها بعد مماتهما. ومن جملة ما أعجبني في هذا الجانب أن مؤسسة بمناسبة مرور ثلاثة عقود على تأسيسها قامت كتقدير منها لموظفيها وفريق عملها بإهدائهم هدية جماعية مميزة، كانت عبارة عن بناء مسجد في ثوابهم جميعا كصدقة جارية، وقد كتب أحد الموظفين تعليقا عليها بقوله: إنها أعظم هدية تلقاها في حياته.ولا يتوقف أمر تحويل الصدقة الجارية إلى هدية جميلة عند هذا الحد، بل يتعدى إلى تحويله إلى مشروع إنساني مستدام يدخل الفرحة على قلب من يستفيد منه، ومن يهدى إليه.وفي هذا الصدد قامت جمعية خيرية قطرية (قطر الخيرية) مؤخرا بتدشين مشروع أطلقت عليه اسم "هديتي"، ويعد فكرة إبداعية جديدة في الترويج لأعمال الخير والصدقة الجارية، وذلك من خلال مشروع يحوّل الهدية إلى صدقة جارية في ثواب من يحبه المتبرع، ويمكن لأي شخص يرغب في تقديم هدية ثمينة لمن يحبّه بأن يتبرع بقيمة أحد المشاريع الخيرية المحددة، وأن يحصل على مجسم صمم بعناية وقالب لطيف لـ(مسجد، أو بئر، أو نخلة، أو مصحف)، كي يقدمه للشخص المهدى إليه، ليذكِّره بأن الثواب والأجر مستمر في حسابه من هذه الهدية.من المؤكد أن ثمة فرصا لاقتراح مزيد من الأفكار والمشاريع، وعلى الأفراد والمؤسسات التربوية والمنظمات الطوعية وغيرها إعطاء مزيد من الاهتمام لهذا الجانب لكي تحمل الهدايا التي نقدمها أكثر من فرح واحد أو منفعة واحدة بل أفراحا متعددة ومنافع متنوعة، تترك آثارها في حياة الناس، وسعادة في قلوب من تهدى إليهم.