15 سبتمبر 2025

تسجيل

(غبقة) الشرق وعمودية كتابها

13 يوليو 2015

* " الغبقة " تقليد اجتماعي موروث عند أهل الخليج، تعارفوا على احيائه منذ القدم والغبوق في اللغة معناها الأكل المتأخر .. والغبوق يعني حليب الناقة الذي يشرب ليلا عكس الصبوح يشرب صباحا.. وخلال النصف الاخير لرمضان تحيي الاسر والبيوت الكبيرة هذه العادة .. ولدائرتها دخلت غالبية الشركات والبنوك والمؤسسات حيث تنتهزها فرصة لجمع العاملين والمتعاملين معها وتتحول طاولات الأكل لحوارات هادفة تصب غالبا في مواعين العطاء .. *وان كانت " الغبقات " أخذت مناحي وصورا مختلفة إلا ان جلها حافظت على تقديم اصناف الاكل وطيب الشراب وتأسست للالتقاء للتفاكر وتفقد الاحوال الاجتماعية وتفريغ شيء من كدر وهموم العمل او الحياة المعيشية تدفع بالطاقات الايجابية الكامنة متناسقة والاجواء الرمضانية الروحانية المتجزرة.* " الشرق " أقامت غبقة لقبيلة الكُتَّاب تحولت لاستفتاء عن ما تكنه رئاسة التحرير لحاملي هموم القلم وما يحملونه من تقدير للرجل الخلوق رئيس التحرير الاستاذ جابر الحرمي وكوكبة الصحفيين والاداريين بهذه المؤسسة، وتناول المتحدثون خصلة التواضع والتقدير التي تربطهم والمنافحات الجادة لاقلامهم وكان مدخلهم " الخطأ " غير المقصود الذي وقعت فيه الصحيفة وتصدي " الحرمي " لمسؤولياته بتجرد عن الآنا مما اعتبره جميع أحباء الجريدة والاعلاميين كثر قيمة مضافة لمدرسة الادارة الحديثة ونظرياتها التطبيقية.* في مداخلتي نصبت نفسي "عمدة " كُتَّاب الشرق ليس فقط من باب التفاخر بقدر ما كان واقع حال حزمته في عدة محاور وللحقيقة لم اكن ايضا في منعزل عن قول الشاعر صفي الدين الحلي حينما اشعر: تغرب عن الاوطان في طلب العلا وسافر ففي الاسفار خمس فوائد تفريج هم واكتساب معيشة وعلم واداب وصحبة ماجدفمنذ هبطنا قطر أوائل الثمانينياات ظللت ادفق احبار قلمي اصاب بعضها واخفقت اكثرها برغم ذلك لم أندم على اي منها لانها مجاهدات لرفد دفة السفن في كل بقعة من بقاع الحياة بقطر.. وان كان من فخر يحيط عنقى كالقلادة فهو ما خطه يراع التربوية معلمة الاجيال وزيرة التربية والتعليم الاسبق شيخة المحمود تقديما لكتابي " احب عطر امي " قالت ( كنت دائما اتابع ما تكتبته الاخت عواطف فقد كانت مقالاتها تجذب انظار المهتمين بالتربية لانها – في معظمها – تدور حول التربية والتعليم تسلط الضوء على الانجازات وتشيد بمظاهر تطور التعليم في دولة قطر .. وتوجه سهام النقد احيانا كثيرة الى السلبيات فتبرزها تحمل على الذين يمارسون الخطأ او يقعون في الانحراف .. ولم اشعر يوما بالضيق من هذا النقد الموجه للممارسات السلبية في مدارسنا ومعاهدنا بل رحبت به وقبلته بسعة صدر .. فنحن في وزارة التربية والتعليم نسعى دائما الى الافضل ولا نضيق بالنقد الهادف البناء مقدرين اهمية الصحافة كسلطة رابعة ودورها المؤثر في بناء المجتمع وتوجهه ) .. الخ * وبرغم هذا وذاك فليس شخصي الضعيف كعربية الهوى افريقية المنبت بعيدة عن ما قاله ابو الطيب المتنبي: أنا الذي نظر الاعمى الى ادبي واسمعت كلماتي من به صمم أنام ملأ جفوني عن شواردها ويسهر الخلق جراها ويختصم همسة : يا ترى لو عايش الشاعر العربي ابو الطيب الثورة المعلوماتية التي ادخلت الناس افواجا لساحات الاعلام ماذا كان قائلا ؟