11 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); قال تعالى في محكم التنزيل: ( يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا ، وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا، ويحذركم الله نفسه ، والله رؤوف بالعباد).. ذاك يوم القيامة ، ( يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم).. يوم تدنو الشمس من الرؤوس ويلجم العرق الأفواه، ويقول كل امرىء : نفسي ، نفسي ، يوم ( لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئا ، إن وعد الله حق، فلا تغرنكم الحياة الدنيا، ولا يغرنكم بالله الغرور) يوم يجمع الله فيه الخلائق ، فيجد الإنسان ما قدم من خير أمامه محضرا ! لا يبحث عنه ، ولا يسأل عنه، بل ينظر فإذا أعماله الصالحات صغيرها وكبيرها أمام عينيه ، فأي فرح وأي غبطة تعتريه حينذاك ؟ وفي المقابل يجد كل ما عمل من أعمال سيئة أمام عينيه ، لكنه يتمنى حين يراها أن لو كان بينها وبينه بعد المشرقين !! فالناس أخي الكريم في هذه الحياة الدنيا رجلان: أحدهما صالح والآخر طالح .. نعم، ففي كل زمان تجد قادة للخير وقادة للشر وفي الحديث: " إن من الناس مفاتيح للخير مغاليق للشر، ومن الناس مفاتيح للشر مغاليق للخير ، فطوبى لمن جعله الله مِفتاحا للخير مِغْلاقا للشر، وويل لمن جعله الله مفتاحا للشر مغلاقا للخير" فمفاتيح الخير هم أهل الفكر المستنير والدعوة الصالحة والعمل المتقبل عند العزيز الحكيم، هم الأنبياء والأمثل فالأمثل، وصفهم رب العزة والجلال فقال : ( وجعلناهم أئمة يدعون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات ، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ...) ، ليسوا سلبيين، وإنما يتعدى صلاحهم وخيرهم إلى غيرهم، فينفع الله تعالى بهم عباده، نعم فليس صلاحك لك وحدك، الإسلام لا يريد من المسلم أن يكون صالحا في نفسه فحسب ، لا، بل يريد منه أن يكون صالحا في نفسه مصلحا لغيره، تأمل قول الله تعالى : ( واذكر عبادنا إبراهيم وإسحق ويعقوب أولي الأيدي والأبصار، إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار ...) واسأل نفسك ما معنى ( أولي الأيدي والأبصار)؟؟ ، الله تعالى لا يصف أيدي الناس ولا أعينهم ، إنما المقصود بأولي الأيدي ؛ أصحاب الهمة والباع الطويل في بذل الخير ونشره بين الناس ، والمشي بين عباد الله بالمعروف، وأما المقصود بأولي الأبصار ، فأصحاب النظر الثاقب والفكر المستنير والذكاء القادر على إيصال هذا الخير للناس بكل أنواعه ماديا ومعنويا ، والله تعالى أعلم بمراده، وأما مفاتيح الشر فهم أهل الكفر والفسوق والنفاق والفكر السقيم والعمل المشين،الذين يمشون بين الناس بالبغضاء ، والنميمة ، والغيبة ، لا يحلو لهم مجلس إلا ويأكلون فيه لحم مسلم ، أو ينشرون إشاعة مغرضة كاذبة ، وقد ألحقهم ربهم جل جلاله بعتاة الكفار والظالمين فقال : ( وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار، ويوم القيامة لا ُنصَرون، وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنة ، ويوم القيامة هم من المقبوحين) نسأل الله تعالى أن يجعلنا مفاتيح للخير مغاليق للشر، إنه ولي ذلك والقادر عليه.