13 سبتمبر 2025

تسجيل

الجــزيـرة سيـدة الإعلام الحر

13 يونيو 2021

كان من الطبيعي جداً، وبعد أحداث غزة الأخيرة والمؤلمة أن تتعرض شبكة قنوات الجزيرة لمحاولات متكررة وجادة للاختراق وإحباط نشاطها الإعلامي المميز في تغطية الأحداث العربية والعالمية بكفاءة ومهنية عالية، فقد أعلنت القناة أن منصات ومواقع إلكترونية تابعة للشبكة تتعرض لمحاولات اختراق سـيبرانية متواصلة منذ يوم السبت قبل الماضي. وتأتي هذه المحاولات الحثيثة بعد الإعلان عن حلقة البرنامج البارز ما خفي أعظم، والتي كانت بعنوان (في قبضة المقاومة)، والتي استطاع معد الحلقة اللقاء بنائب قائد أركان "كتائب القـسام" مروان عيسى في أول ظهور إعلامي له، كما ظهر الجندي الإسرائيلي والذي كان أسيراً لدى حماس جلعاد شاليط للمرة الأولى، وذلك بعد أسره بلحظات والتسجيلات الصوتية، التي رافقت العملية على قناة إعلامية عربية وعالمية هي قناة الجزيرة، والتي استنفرت بإعلانها الذي استبق عرض الحلقة كل قوى الأجهزة الاستخبارية للموساد وأيقظت الخلايا النائمة للاختراق السيبراني، الذي عادة ما تجيده إسرائيل لمواجهة أي تهديد خارجي لها. وكيف لا والأحداث الفورية التي أعقبت أسر الجندي الإسرائيلي الأشهر جلعاد شاليط تُنشر هذه المرة على شاشة قناة إخبارية قطرية عربية حرة محركة مشاعر الآلاف من الشعب الإسرائيلي الذي لا يزال يتهم حكومته بالتراخي والاستسلام لحركة حماس في صفقة تبادل الأسرى، والتي تم فيها تحرير 1027 فلسطينياً عام 2011 على دفعتين مقابل الإفراج عن شاليط بعد وقوعه في الأسر بتاريخ 25 يونيو 2006 في عملية للمقاومة سميت بمعركة (الوهم المتبدد) وهي عملية عسكرية واختراق حدودية، قامت بها كل من كتائب الشهيد عز الدين القسام نجم عنها استشهاد اثنين من الفلسطينيين ومقتل اثنين إسرائيليين وجرح خمسة آخرين، بالإضافة إلى أسر شاليط آنذاك والتي حاولت إسرائيل التعرف على مكانه السري وتحمل الانتقادات اللاذعة من عائلة شاليط والإسرائيليين عموما على ضعف استخباراتهم في التوصل لمكانه حتى أُرغمت تل أبيب على طلب الوساطة من الجانب المصري، والذي عقد صفقة سميت بصفقة (وفاء الأحرار) وافقت عليها حركات المقاومة اللبنانية والفلسطينية مجتمعة في تحرير 1027 أسيراً فلسطينياً وعربياً، بينهم 500 أسير كانوا محكومين بأحكام المؤبد مقابل رأس شاليط معافى وهذا ما تم فعلا في 18 أكتوبر 2011 في أكبر صفقة لتحرير الأسرى في سجون الاحتلال تبرمها تل أبيب مرغمة رغم تعثرها في عدوانها الذي شنته في أواخر عام 2008 بداية عام 2009 في معرفة المكان السري الذي أخفت المقاومة الفلسطينية الإسرائيلي شاليط في قطاع غزة. اليوم وبعد بث هذا التحقيق الذي لاقى نجاحاً لافتاً في قدرة هذه القناة الحرة على تجاوز كل الطرق المحرمة إعلامياً للتجول بين دهاليز المقاومة الفلسطينية وبث اللحظات الأولى لوقوع شاليط في الأسر في لقطات تبث لأول مرة بجانب الالتقاء بشخصيات بارزة للمقاومة الوطنية، كان يجب على الجزيرة أن تتوقع هجوماً سيبرانياً مكثفاً، والذي بدأ منذ الثواني الأولى للإعلان عن التحقيق الذي يضاف إلى سجل هذا البرنامج الذي تنتظره الشعوب العربية بفارغ الصبر لإيمانها بأنه يحمل مفاجآت غير سارة لأعداء هذه الأمة وسارة لأهلها. وحتى هذه اللحظة تقف الجزيرة صامدة في التصدي لهذا الهجوم، وهي أيضا غير صامتة لقول الحقيقة التي يشعر منها المقصودون بها بالوجع والألم لكنها تعد بلسماً بارداً لمن يبحث عن هذه الحقيقة الذي تكشف بها الأقنعة وتترصد من خلالها لكل ظالم ومستبد اعتاد على ممارسة كل جرائمه بحرية حتى استطاعت قناة أكثر حرية منه كشف هذه الجرائم والإشارة له بكل قوة وجرأة دون الركوع لحدود الرقيب والخطوط الحمراء ومشاعر الخوف ومحدودية الفضاء الإعلامي الحر الذي تتسيده الجزيرة بلا شك. ‏@[email protected] ‏ @ebtesam777