13 سبتمبر 2025
تسجيلهذا المثل هو ما تناقلته تغريدات شابّات قطر على تويتر، توجعاً على حالهن وحال أمثالهن من طلاب مجتهدين ومنتظمين في جامعة قطر ويعاملون (درجة ثانية)!! وهو حقا ما يستشعر به من شاهد حفل تخرج الدفعة الخامسة من خريجي المدينة التعليمية بكل كلياتها وأفرعها في قطر "جامعة حمد بن خليفة" والذين تم الاحتفاء بهم في حفل بهيج نقل على الهواء، تسمرنا له كالعادة حول شاشاته.. لما نسج له من هيبة ببوابات ومفاتيح وحضور مشرف. يستحقّ الخريجون في كل منارة للعلم ان يتم الاحتفاء بهم، لما تكبدوه من عناء ومشقة، أما التفرقة البرستيجية والنخبوية بين جامعات وجامعات، ومؤسسات ومؤسسات، فهو أمر غير مقبول كلية، لأن المتابع لحفل تخرج جامعات المدينة التعليمية يلاحظ كأنها في كوكب، وجامعة قطر في كوكب آخر، رغم صعود جامعة قطر لأعلى معايير الجودة، وجلدها أبناءها فجأة وبقوة بأعلى معايير القبول التي "نخلتهم" عن بكرة أبيهم، بل حرمت كثيراً منهم فرص التعليم لقوة الاشتراطات التي افترضتها!! تلك التي لا تقل بل تزيد على متطلبات "كليات" المدينة الدولية، بل أسلمت بعضهم للبيوت في خيبة أمل، فرضتها معايير دولية في المدينة الدولية، والجامعة الحكومية في آن واحد، ولغة قطبية واحدة سلفاً قبل تحضيرهم التدرجي لما عنوه "تعليم لمرحلة جديدة"، وقبل بزوغ فجر كلية المجتمع الدوحة "فرع هيوستن" والتي اكتنف تأسيسَها أيضا حديث آخر موجع. رغم عراقة هذا الصرح في المدينة التعليمية واحتوائه تشكيلة بشرية مختلفة الا انه لم تتح حتى "مقاعد محلية تنافسية" لأبناء البلد أو "بناتها" على الخصوص لصعوبة اغترابهن في ظل شح مقاعد الكليات، التي أنفقت الدولة عليها ببذخ، والتنافس المحموم، هذا اذا سلمنا بأن كل من دخلها قد دخلها بالمعايير المتعارف عليها، لأننا نرى بشراً بزّوا غيرهم في معايير أقوى الكليات ثم دخلها "بعضٌ" ممن ليس لهم من المعايير ناقة ولا جمل!! فلا تظنوا أن العوامل الأخرى — غير العلمية أو المهنية — في تقدير القبول في هذه الجامعات غير موجودة، بل هي موجودة وتشمل جميع الجنسيات في قطر، وحتى دولياً، وحتى من عمداء الخواجات، وأكرر في "البعض" فقط. سمو الشيخة موزا شرفت جامعة قطر منذ أسبوعين، وصدحت بكلمة كان لها صداها، وكان لدخولها أهمية كبيرة وفرحة أسبغت الاهتمام بالجامعة الحكومية علمياً ولغوياً بعد طول غياب.. صورة سموِّها ملأت يومها ال ب ب م مسنجر في البلاك بيري لدى مختلف الطالبات، تهللاً، وقد أثلجت صدورَهن الزيارة، ولكن أوجعهن تلميع الجامعة لذاتها ولبنيتها التحتية والفوقية أمام سموها، حتى في حداثة تظليل مساراتها المشمسة بتركيب مظلات حامية ضد الحرارة، لم تتكرم بها الجامعة الا بفضل تلك الزيارة "حسب تصريح المغردات". ومنذ ست سنوات لم تتشرف خريجات "قطر" بحضور سموها في حفل تخرج بهيج، يوازي أولئك المحتفى بهم وبهن في "المدينة"، مما أشعرهن بانتقاص في استحقاقاتهن وحق جامعتهن، أعني حقوق تمجيد سموها للجامعة الحكومية الوحيدة فيها، التي تحمل اسم البلد كما عهدناها وصافحناها فيها. جامعة قطر رفعت سقفها ومعاييرها ويوم أن افتتحت أفرعا لتخصصات جديدة اعتمدت نظام "التماثل"، ومثال ذلك تخصص العلاقات الدولية الذي أسندت إدارته وقتها للدكتورة أميرة سنبل في كلتا الجامعتين "جورج تاون وقطر" والذي يدرس بذات اللغة. لهذا التخصص أساتذة امريكيون يدرسون الجامعتين التقيت بهم في وفد دربناه على الانتخابات سلفاً، فاذا بهم يشهدون بجدية طلاب جامعة قطر، وتفوقهم على أقرانهم في كلية النخبة "جورج تاون" في ذات التخصص. هذا مثال واحد كشهادة للتاريخ وهناك الكثير. ولكنهم وغيرهم من أبناء الحكومة في نهاية المطاف — كما يتوجّعون — "أبناء البطة السودا" حتى حفلهم صار يتم في شهر متأخر عن موعد التخرج، خضوعا لمعايير الجو والطقس في "نوفمبر" تقشفاً ليتم الاحتفاء بهن في ملعب الجامعة. أما مستوى التمثيل لديهن فهو تكريم، وان كان يتشرف برئيسة الجامعة، ولكن تشرئب أعناق بناته لتمثيل رسمي من أعلى الهرم أسوة بالمعمول به سابقاً في الجامعة، قبل أن تسحب جامعات النخبة والطبقة البساط من تحت جامعة قطر. أما هدايا تخرج جامعة قطر فهي هدايا سوق للمتفوقين فقط، وقلادة رخيصة للبقية، وخريجو المدينة هدايا جامعية متعارفة دولياً في خاتم ينقش عليه اسم الجامعة والدفعة ورمزها، وتوكل لأعرق دور وماركات المجوهرات "اسبري". Aspery فهل تفتقد جامعة قطر الحكومية الموازنة الفذة التي تنفقها الدولة على التعليم العالي، مقارنة بتلك المنفقة على جامعات المدينة التعليمية التي تقع تحت مسمى مؤسسات خاصة ذات نفع عام؟ وأين بئر الوقف على التعليم من نفط قطر الموعود، أم هو مشاع لمدينة دون أخرى وجامعة دون غيرها وتعليم دون تعليم؟ هل هو تكريس لمجتمعات الطبقية والنخبة حتى في التعليم، وجلد للجامعة الحكومية الوحيدة في قطر؟ أم إن جامعة قطر قطة تلد وتأكل أبناءها.. ليأتي هذا النهج انتقاصاً من قيمتها وقيمة مخرجاتها ظلماً، لفئة من أبناء وبنات قطر المكافحين والمتفوقين، وإهداراً للفرص ولسمعة وقيمة "الجامعة الأم" وبخساً لحق من يمتطيها لأربع او خمس سنوات من الجهد والعطاء، ربما حتى في المسار المهني مستقبلاً. وأخيراً.. ضجّ طلاب وطالبات قطر منذ فترة ليرفعوا أصواتهم الحرة أخيراً، وليبثوا همومهم وشجونهم ومطالباتهم بوسم على تويتر: @qufail لا أحب تعميم "وسوم" أو "هاشتاق" الفشل ولن ندعيه، ولكنها أصوات شبابية صريحة في مساحات إعلامية واضحة، آن لأهل الحل والعقد أن يسمعوها ويحللوها لندرك جميعاً سبب الفرق، أو التفرقة بين فئـتــــيــــــــن: أبناءٍ خاصّين ذوي نفعٍ عام، وأبناءِ حكومةٍ هم مجرّد "عامّة شَعبْ".