15 سبتمبر 2025
تسجيلأحياناً قد لا يشعر أحدنا أو بعض الأبناء أننا نقوم بعقوق الوالدين ولابد أن نشعر وقد نمر بمواقف نصطدم فيها مع آبائنا وأمهاتنا في بعض الآراء ونتلفظ بكلمات لا ندرك معناها رغم أنها تكون هي البداية لعقوق الوالدين الذي نهى الله عز وجل في كتابه الكريم عنه، بل انه جاء بعد النهي عن الشرك به سبحانه وتعالى، فقال: (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا) بل وركز على الاهتمام بهما ورعايتهما خاصة عند الكبر، عندما يؤديان ما عليهما تجاهنا من تربية ورعاية فقال تعالى (وإما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما) صدق الله العظيم. ولكن للأسف نرى أن هناك أنماطاً كثيرة من العقوق بدأت تغزو مجتمعاتنا وتكون واضحة في تصرفات وسلوكيات الأبناء تجاه الوالدين، فالابن أو الابنة لا يسألان عن والديهما، ولا حتى عن طريق الهاتف الذي تنوعت أساليب استخدامه، بل قد يمر اليوم وأكثر والأم لا ترى ابنها رغم انه يعيش معها في نفس المنزل، فهو إما نائماً أو خارجا للعمل أو مجتمعا مع أصدقائه، ورحم الله أبناء قاموا وما زالوا في خدمة والديهم لا تراهم إلا معهم أو يسألون عنهم أو يرافقونهم في أماكن عدة، وما أجمله من منظر وأنت ترى ابنا يدفع عربة والده المريض ويدخل معه إلى الطبيب ويساعده في ارتداء ملابسه، وإراحته على السرير ويحرص على اصطحاب أبنائه له يداعبهم ويفرح بهم. لقد قست القلوب وتنكر البعض من الأبناء لوالديهم، ولم يعد أحدهم يسأل عن والده أو والدته، ولا يترحم عليهما عند مماتهما ولا يعمل على زيارة أقاربهما ولا أصدقائهما بل انهم للأسف ينكرون ذلك، ويعتبرونه نوعاً من التملق والنفاق الاجتماعي، فكيف يهتمون بأصدقاء الأب ما دام الله قد توفاه. إن ما يحدث من تصرفات غير محسوبة من قبل بعض الأبناء تجاه والديهم لهو أمر بالغ الأهمية تقع مسؤوليته على العديد من الجهات التي يكفي أن تعمل بالتوعية عن عقوق الوالدين، وأن يبدأ ذلك بالأسرة التي لابد من أن تنشئ الأبناء على احترام الوالدين وتقدير مكانتهما في الأسرة، والدور الذي يقومان به وألا نسمح لأحدهم بأن يتطاول ولو عن غير قصد على والديه، بل حتى إن كان ذلك مزاحا، وذلك منذ صغر الطفل، وألا نتهاون في أي تصرف يقوم به، ويلقن المبادئ الحميدة في التعامل مع الوالدين ومن ثم بعد انتقاله للمدرسة يكون دور الجهات التعليمية ترسيخ معاني احترام الوالدين وتعليمها إياهم بالإضافة إلى زيادة جرعة التوعية الأسرية للأبناء حتى لا نصبح مجتمعا خاليا من تقدير الوالدين مليئا بالعقوق القبيح بالوالدين.