12 سبتمبر 2025

تسجيل

حتى لا يُختطف رمضانُنا!

13 مايو 2019

#فاهم_رمضان_غلط... هاشتاق أنقذتني به زوجتي عندما كنت أفكر بإطلاق وسمٍ مفيد لحساب على «تويتر» يستهدف نشر الوعي بجوهر شهر رمضان، والحقائق الإيمانية التي يجب أن يقود إليها، وأنه يجب على كل مشمّر يريد أن يغتسل -في هذا الموسم الرباني- من أدران عام كامل أن يتخلص بدايةً من مفاهيم وعادات خاطئة التصقت زورًا بهذا الشهر الرباني. أما الفهم الخاطئ لشهر رمضان والصيام والقيام فهو ناتج عن توليفة متراكمة من العادات الفردية والاجتماعية الخاطئة التي فرّغت شهر رمضان من مقاصده، على رأس هذه القبائح الاستهلاك الهستيري والتنافس المحموم لشراء ما يلزم وما لا يلزم لولائم الفخر والرياء. قبل أيام من ثبوت هلال شهر رمضان خرجت من صلاة العشاء في مسجد يجاور منطقة أسواق؛ فوجدت أمواجًا من البشر يتزاحمون ويتدافعون، بشكل هستيري ليشتروا فائض الطعام عازفين عن روح الصيام، وباحثين عن فوانيس شهر رمضان وزينته، معرضين عن تزيين القلوب بالقرآن. وأنا أمخر عباب الزحام نظرت إلى الأطفال الذين بصحبة أهليهم، فوجدتهم أيضًا يتكئون على الظرف الزماني وقد أصابتهم عدوى السلوك القطيعي لظرف المكان، وجدتهم يحملون الحلويات والألعاب ويضعونها في عربات التسوق بحماس بالغ، فقلت لنفسي: إن هذه الأجواء المشحونة بالروح الاستهلاكية تجعل أذهان الأطفال تندفع دفعًا نحو الاعتقاد بأن شهر رمضان سوق للدنيا والاستكثار من زينتها. ومن عادات الاستهلاك الكارثية في شهر رمضان إلى شياطين الإنس القابعين في فضائيات السموم، الذين يحرصون عن سبق إصرار وترصّد في إفساد وتلويث أيام وليالي شهر رمضان الفضيل بكم هائل من الدراما والبرامج والسخافات التي تزيّن المنكرات، وتطبّع المشاهدين مع المعاصي، وتجعل من سيد الشهور مطيّة لنشر الفواحش في الدور، تحت شعار شيطاني: «سلِّ صيامك». إن شهر رمضان الذي جوهر نهاره الصيام ودرّة ليله القيام، هو أداة ربانية في بلوغ العبد منزلة التقوى، وهي من أرفع المنازل في مدارج السالكين إلى الله، وغاية ما تتطلع إليه أرواحهم، قال تعالى: «يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون» «سورة البقرة: 183»، وفضلًا عن أن التقوى هي غاية الصوم والعبادات بشكل عام، فإنها في الوقت نفسه هي الزاد لبلوغ تلك القمة الإيمانية السامقة، يقول تعالى: «وتزودوا فإن خير الزاد التقوى» «سورة البقرة: 197»، فهي الزاد الحقيقي لأنها الزاد إلى دار القرار، التي يصل فيها المؤمن إلى أكمل لذة.