14 سبتمبر 2025

تسجيل

قيادات جديدة في جامعة قطر

13 مايو 2016

إعصار إداري محبب يجتاح جامعة قطر، قيادات شابة تتولى مراكز قيادية عالية، على مستوى نواب رئيس الجامعة وعمداء الكليات، ورؤساء أقسام، ومناصب إدارية، أثار هذا الإعصار الإداري المحبب رئيس الجامعة الدكتور حسن بن راشد الدرهم بعد أن حرك موجات تصاعد ذلك الإعصار مجلس الأمناء بغية الوصول بالجامعة إلى مرتبة مرموقة تأخذ مكانها بين الجامعات العالمية. (2) ربع قرن قضيته في الجامعة تدرجت في درجاتها العلمية حتى بلغت مرادي، درّست في كل قاعاتها مستخدما الطبشورة على سبورة سوداء، إلى القلم الحبري العريض على السبورة البيضاء، وأخيرا شاشة الحاسوب، عاصرت كل إداراتها مع الاحتفاظ بالألقاب من كاظم وجابر، إلى الكبيسي وعبدالرحمن، إلى النعيمي، إلى الخليفي، وأخيرا شيخة المسند وشيخة الجبر، خرجت منها قبل أفول نجم الأستاذة الدكتورة شيخة المسند. قيادات تعلمت منها الكثير.تابعت مراحل تطور الجامعة، عملت في لجان التطوير مع غيري من الزملاء ومع مؤسسات من خارج الجامعة، كان للكاتب آراء حول لغة التعليم في الجامعة، وأن اللغة العربية هي الأجدر بأن تكون لغة التعليم، تجنبت التدريس في جامعتي القومية الوطنية بلغة غير العربية. بعد حقبة من الزمان أدرك القوم الخطأ الذي وقعنا فيه باعتماد اللغة الإنجليزية لغة التعليم في الجامعة وغيرها، وعادوا إلى العربية والعود أحمد. (3) كانت كلية الإدارة والاقتصاد الأم التي احتضنتني عندما التحقت بالجامعة 1986، تناوب على عمادتها نخبة من الأساتذة، منهم من أضاف ومنهم من كان تقليديا في إدارته، شاركت في لجان تطويرها مع أهل الاختصاص.في حقبة رياح الخماسين التي هبت على الجامعة في عصر الشيختين (الجبر والمسند)، كان حظي الانتقال إلى كلية الآداب والعلوم لكون تخصصي في العلوم السياسية، وهذا العلم يتبع كليات الآداب والعلوم في بعض الجامعات، وفي كليات الإدارة والاقتصاد في البعض الآخر. تنازعني قسمان في هذه الكلية الأول قسم التاريخ والثاني قسم الشؤون الدولية وتنازع أهل التاريخ في شأني، مدرسة مصرية متخلفة تقول بأني لست أحمل مؤهلا جامعيا في مادة التاريخ، وعلى ذلك لا يجب الانتساب إليهم وإنما مكاني قسم الشؤون الدولية، كلمة حق أريد بها باطل. نسي أتباع المدرسة المصرية أن علم التاريخ هو أبو العلوم كلها، وهو مادة علم السياسة وعلى أساسه يرتكز علمها مادة ومنهجا. والحق أنني بقيت وفيا لكلية الإدارة والاقتصاد رغم تنسيبي إلى كلية العلوم والآداب أتابع تطورها علميا وإداريا وخدمة للمجتمع، كانت عمادتها في العشر سنوات الماضية شعلة نشاط منقطع النظير على كل الصعد حصلت على الاعتراف الأكاديمي بجدارة، برامجها التعليمية تضاهي أرقى الجامعات الغربية، أصبحت كلية الإدارة والاقتصاد بيت خبرة للجامعة وخارجها، تابعت تطور هذه الكلية وأعرف عن قرب قدرات عميدها الأستاذ الدكتور "نظام هندي" الذي أصبح له أصبع في كل مشروع تطوير في الجامعة ومشهودا له بالكفاءة والجدارة. يخرج الدكتور "نظام" إلى مركز أعلى في الجامعة ليسلم الأمانة إلى صديقة وشريكه الدكتور خالد شمس عبدالقادر أستاذ علم الاقتصاد في الكلية. لقد عمل الاثنان معا على الاندفاع بالكلية نحو معراج التطور واللحاق بكل جديد في برامج الإدارة والاقتصاد. (4) في كلية الآداب والعلوم، عملت في قسم التاريخ مع الأستاذ القدير الدكتور نديم هاشم عندما كان يتولى إدارة القسم، حاول الارتقاء بهذا القسم على أسس أكاديمية تخرجه من دائرة التخصص الضيق إلى دائرة التاريخ الواسعة المحيط. حال العجاج الذي يكاد يحجب الرؤية عن تمكينه من إنجاز مشروع التطوير لكنه حاول، ليأتي من بعده الدكتور خالد أبو الزامات لا يقل عنه قدرة وعطاء، ولكن بقيت العقبات في طريقة غير معبدة، وأخيرا جاء الدكتور محجوب الزويري وراح يبني على مدماك سابقيه وأحسن البناء وراح قسم التاريخ في جامعة قطر بإدارته تلك يعانق أقسام التاريخ وبرامجه في أرقى جامعات العالم.أقول ما قلت أعلاه كشهادة معاصر لتطور الجامعة وكلياتها وأقسامها، ولم أعد تحت سلطة قسم أو كلية حتى أنشد ودها بما قلت، أصبحت أستاذا متفرغا بعد ربع قرن من العطاء المتواصل أفتخر بانتسابي إلى هذه الجامعة وبعملي فيها ولن أنساها فقد تعلّمت فيها الكثير وعلّمت، كما تعلّمت من "جامعتي الأولى" الأمم المتحدة التي عملت بها أعواما ستة تنقلت بين لجانها وعملت ضمن أجهزتها المتخصصة وشاركت بالكلمة الصادقة في أعمال الجمعية العامة ولجانها كما شاركت في اجتماعات مجلس الأمن الدولي المغلقة والمفتوحة ودافعت عن قضايانا العربية وما أكثرها على جداول أعمال تلك المنظمة العالمية. حقا إنها جامعة الجامعات لن أنساها. آخر القول: أتمنى لكل الذين تعينوا في مراكز قيادية في الجامعة التوفيق والنجاح في مهامهم، وأنشدهم أن يحسنوا الاستماع إلى كل صاحب رأي، وليوقنوا أن عين الناقد بصيرة.