12 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); جميع الأحداث التي مرت على المنطقة منذ أن تولّى أوباما رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، ترسل إشارات فاقعة، أن هناك ثقة مفقودة بين الأنظمة الخليجية – أو غالبيتها- ومواقف الإدارة الأمريكية خلال السنوات الفائتة.فمواقفها بدءا من البحرين مرورا بسوريا وأخيرا اليمن، ثم موقفها من الاتفاق الغربي الإيراني النووي، كلها تؤكد أن خلف الأكمة ما خلفها.البعض يفسره بأن اللوبي الإيراني استقوى كثيرا خلال السنوات الماضية، ومن 2008 على وجه الخصوص، حيث صنع لوبيا موازيا لأشهر اللوبيات العالمية في واشنطن وهو اللوبي الصهيوني.الواشنطن بوست الأمريكية نشرت تحليلا حول أسباب ذلك الغياب، تؤكد فيه بأنه كان مفاجئا جدا، لأن ما سبقها من زيارة "كيري" للمنطقة وتصريحات المسؤولين من الطرفين، كانت تؤكد حضور الملك سلمان بن عبدالعزيز لأمريكا، وأن هناك قمة مرتقبة بين الزعيمين تسبق لقاء "كامب ديفيد"! "نيويورك تايمز" في ظني قد وضعت يدها على الجرح، حيث نشرت قبل ساعات من إعلان غياب خادم الحرمين الشريفين وبقية قادة دول مجلس التعاون التالي: إن إعلان عدم حضور الملك سلمان للقمة يعتبر رسالة على ما يبدو من استمرار عدم رضاها –السعودية- عن الإدارة الأمريكية بخصوص علاقاتها مع إيران وصعود الأخيرة في المنطقة"!!من يتابع حقيقة تفاصيل مسودة البيان الختامي لقمة "كامب ديفيد" – التي نشرتها الحياة اللندنية يوم أمس الأول-، والمقررة خلال الأسبوع المقبل، يجد نقاطا زئبقية ومتناقضة وإنشائية تفسر وضوح عدم جدية الإدارة الأمريكية.ذُكر في المسودة الختامية التركيز على إنشاء ترسانة دفاعية خليجية (مليارات تدفع لأمريكا)، وذُكر رفض زعزعة إيران الاستقرار الإقليمي (كلام إنشائي سمعناه منذ سنوات، سيطرت طهران بعده على أربع عواصم عربية)!قرأنا أيضا قبول اتفاق يمنع طهران من تطوير سلاح نووي (طيب وماذا نسمي الاتفاق الذي تم برعاية ومباركة من أوباما نفسه)، إضافة إلى تأكيد فقدان الرئيس السوري شرعيته (كلام مأكول خيره)!!لا يمكن الوثوق بالوعود الأمريكية أبدا، فالبيان يحوي قنابل مفخخة.يتحدث في شق عن التصدي لتصرف إيران المزعزع للمنطقة، في الوقت الذي يتحدث فيه عن تطبيع العلاقة معها في حال توقفت عن تهديد أمن المنطقة وسلامتها؟!يعني هل يُعقل أن إيران التي توظف كل ما بيدها بالحديد والنار لتنفيذ أجندتها منذ 1979، ستتخلى عنه لأجل عيون "كامب ديفيد"، حدث العاقل بما يعقل!ليس ذلك فحسب، فأمريكا تتحدث عن العراق وكأنها لم تكن السبب في نهبه وتدميره طائفيا وتسليمه لطهران لتعبث به، ولتدمر عمقه السني؟!"كامب ديفيد" حملة علاقات عامة، يريد أن يتجمّل بها الرئيس الأمريكي بعد خلافه الشديد مع أعضاء الكونغرس حول الملف النووي الإيراني، ليس إلا؟!السؤال الذي يجب أن يُطرح: إلى أي حد وصلت علاقة زواج (المصالح) بين أمريكا وطهران، وهل "كامب ديفيد" مجرد إبرة تخدير لولادة هيمنة أمريكية – إيرانية جديدة في المنطقة، وتسليم عاصمة عربية أخرى لهم تحت أعينهم؟!برودكاست: ونحن نتابع زواجات المصالح المتتالية بين أمريكا وإيران، لابد لدولنا أن تجيب بصدق على هذا السؤال: هل المشكلة أصلا في إيران أم في أمريكا أم فينا نحن، حيث غبنا عن المشهد وتركنا كل من هب ودب يعبث بمستقبلنا؟!