12 سبتمبر 2025
تسجيللقد تم الاسبوع الماضي بجريدة الشرق القطرية بتاريخ 7/ 5 /2014 عرض سلسلة البرامج والمسلسلات العربية التي سوف تبثها قناة الجزيرة للاطفال (براعم) وربما اثلجت صدور الجميع من خلال ما تم طرحه خلال هذا الشهر، وان هذه البرامج الهدف منها هو بناء شخصية الاطفال وصقل شخصياتهم وترسيخ الكثير من المفاهيم والافكار الايجابية في اذهانهم من خلال برامج متنوعة وهادفة في ظل الانفتاح الاقتصادي والثقافي والتكنولوجي، وربما كان لهذا الانفتاح العديد من الاثار الايجابية والسلبية في خلال العشر سنوات الماضية على الاسرة بأكملها والطفل بشكل خاص في ظل سيطرة ثقافة التكنولوجيا بكل اشكالها على عقول الابناء، واصبحت تمثل عنصرا مهما في حياتهم الثقافية والتربوية والترفيهية بعد ماكان مصدر المعلومات التربوية والثقافية في المرتبة الاولى هو الاسرة والمدرسة ويعتمد فيها الطفل بكل امكانياته على هذه المصادر فقط ولا توجد بدائل اخرى منافسة بنفس القوة التي تلعبها الاسرة والمدرسة يليها مجالس كبار السن، والآن اصبحت التكنولوجيا تحتل الصدارة في حياة الاطفال منذ المراحل الاولى وبعد ما كانت ثقافته من خلال التواصل الاجتماعي والمباشر من الأبوين ويليها المعلمين اصبحت الهواتف النقالة وبكل ماتحمله من تقنيات في شكل برامج بسيطة وحديثة تناسب مستوى ثقافتهم بكل ألوانها، واضافة إلى الايباد ومواقع التواصل الاجتماعي وغيرها من المنتديات الثقافية والترفيهية ويلم بها وباستخدامها الاطفال وكيفية الدخول لها، ربما بصورة اكبر من اولياء الامور والتربويين وتكاد تكون ثقافتهم التكنولوجية اعلى منهم مما اثار مخاوف الكثير من الاسر في الوقت الحالي والدخول لهذه المواقع، وربما يتلقى الاطفال مزيدا من ثقافات ومعلومات من المجتمعات الاخرى بشكل اوسع ولا نعلم مصدرها الحقيقي وتتنافى من جانب آخر مع العقيدة الدينية والعادات والتقاليد من زواية وتؤثر في مستوى فكره ونهجه التربوي لأنه تلقنها بطريقة تحمل اشكالا مختلفة من التسويق الاجتماعي من هذه المجتمعات والتي لها طرق معنية في بث افكارها بطرق تتماشى مع مستوى المراحل العمرية التي يمر بها اطفالنا بنوع تحمل التشويق الترفيهي في طريقة العرض والطلب منها ويتأثر بها الاطفال فكريا وذهنيا وسلوكيا وربما يتضارب في آن واحد مع ما يتم تلقيه من الابويين والمدرسة، وربما من خلال الانفتاح اصبح الطفل يجد ما يلبي احتياجاته الترفيهية والثقافية بصورة اكبر مما يجده في بيئته التربوية والاسرية وهنا تحدث الفجوة الحقيقية مابين الخارج والداخل وتكمن المشكلة اذا كانت مستوى ثقافة الوالدين اقل من مستوى مايتلقاه الطالب من وسائل الاتصال التكنولوجي واضافة إلى تأثير الانفتاح على الحياة الاجتماعية والاسرية، واحتلت وسائل الاتصال الحديثة مكان التواصل المباشر في العلاقات الاجتماعية وضعف دور مجالس العائلة بالصورة التي كنا نراها قبل الانفتاح وكان لها تأثير كبير من خلال غرس الكثير من القيم الاجتماعية والثقافية من خلال التواصل الاجتماعي في نطاق الاسرة الممتدة وتعتبر هي الملقن الاول للطفل، ومن نطاق آخر اصبح الكثير من الاطفال ذوي المستوى الادراكي في استخدام وسائل التكنولوجيا تفوق مستوى الاسرة والمدرسة واصبح الكثير من الاطفال يدركون هذا الجانب النفسي من ذويهم من الابويين والمعلمين بأن مستوى ثقافتهم في استخدامها أعلى من مستواهم ويكون بناء على امية من حوله فيتلقى كل ثقافته من خلالها، ومن زوايا اخرى الكثير من الاطفال ثقافتهم من خلال استخدام الوسائل التكنولوجية فقط في الجوانب الترفيهية والافلام الكرتونية لاغير واصبح الساعات التي يقضيها فقط معها، وهناك مصادر اخرى لثقافة الطفل والتي يتلقى منها الطفل الجزء الاكبر نتيجة الانفتاح وهي من الخدم بالمنازل مع تعدد جنسياتهم وديانتهم فأصبح للطفل نصيب اكبر مع خروج المرأة للعمل، ولذا نحن بحاجة ماسة وقوية للحفاظ على الهوية الثقافية للاطفال من خلال البرامج والمسسلات المؤثرة بأشكال تتناسب مع الرفاهية المطلقة التي يعيشها الاطفال في الوقت الحالي وفي ظل سيطرة وهيمنة الانفتاح الثقافي على عقول الاطفال بكل الطرق المحيطة بالطفل في الاسرة والمدرسة والمجتمع، وان نعرض المزيد من البرامج والمسلسلات العربية الهادفة بأساليب مشوقة وتتناسب مع المستوى الاقتصادي والترفيهي الذين يعيشهما الطفل في هذه الايام وان تحمل هذه البرامج مزيدا من الشخصيات التاريخية والدينية والعلمية وكان لها دور بارز في النهضة الفكرية والاقتصادية وان تكون هناك مسلسلات اجتماعية تبث من داخلها واهدافها لترسيخ القيم الاخلاقية والاجتماعية في شكل ترفيهي واجتماعي، وبرامج تنمي بداخلهم من الصغر حب العلم والمعرفة وليس فقط من خلال وسائل الاتصال التنكولوجي ولكن من خلال تواصلهم الاجتماعي المباشر مع اسرهم وان يكون هناك تجديد بصورة دائمة لنوعية البرامج الاجتماعية التي يتم بثها في ذهن الاطفال حتى نربط انتماءهم الفكري والاجتماعي بهذه البرامج واضافة إلى بث برامج ترتبط بقضايا الاسرة والتعليم والمجتمع وكيفية مواجهتها ووضع حلول تتناسب معها كالتوعية المجتمعية والامن والسلامة والتصدي للشائعات وغيرها من قضايا المجتمع، واخيراً وفق الله كل من وضع بصمة ايجابية في عقول اطفالنا.