12 سبتمبر 2025
تسجيلما الطريقة الأسهل والأسرع لأن يعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن قلقه؟! هو أن يتزايد عدد الشهداء الذين يسقطون على يد قوات الاحتلال الإسرائيلية في مدن وقرى فلسطين التي لا يريد هذا العالم أن يعترف بأنها محتلة، رغم مرور ما يزيد عن سبعين عاما على احتلال الأراضي العربية من قبل غزاة إسرائيليين كانوا مشتتين بلا دولة ولا هوية ولا منشأ ولا أساس، واليوم يتم وصف كل هذه الجرائم الإسرائيلية بالعنف المبرر!. وما الطريقة الأسهل والأسرع أيضا لأن يدعو الأمين العام للأمم المتحدة إلى وقف العنف وإدانة الإرهاب والإجرام في استهداف الأبرياء المدنيين؟! هو أن يدافع الفلسطينيون عن أرضهم وأرواحهم ويشكلوا حركات مقاومة مشروعة، ومن بين ألف عملية مقاومة يسقط صريع إسرائيلي واحد أمام عشرات من الشهداء الفلسطينيين!. هذه هي موازين العدالة التي يؤمن بها المجتمع الدولي والتي للأسف انتقلت لبعض الخليجيين والعرب المطبعين مع إسرائيل في النظر للفلسطينيين على أنهم معتدون، بينما يرون الجانب الإسرائيلي المعتدى عليه وكأن التاريخ لا يحمل من الشواهد ما يمكن أن يؤكد عكس كل هذه الافتراءات التي يتم إلصاقها بالفلسطينيين الذين نؤمن في قطر وفي كافة الدول المدافعة عن حقهم في دولتهم وأرضهم أنهم أصحاب الأرض وأن وطنهم وطن يقع تحت الاحتلال الكامل من قبل إسرائيل وأن كافة التشريعات الدولية لا تنصف الحق الفلسطيني الذي يتعرض لعمليات تصفية من خلال تسريع عملية التطبيع العربي الإسرائيلي الذي للأسف اتسعت رقعته وشملت دولا خليجية وعربية، ما كان لنا يوما أن نتخيل أن يكون هناك من ينفي هذا الحق ويسارع لمواساة الجانب الإسرائيلي عقب أي عملية فلسطينية هي في الأساس دفاع مبرر ضد أي اعتداء إسرائيلي غير مبرر، ولكن ماذا نقول لمن ينكر حق الفلسطيني في أرضه ويشد على يد من شرق هذه الأرض ونهب وسلب وقتل واعتدى وأحرق؟. ماذا نقول لمن يشاهد اليوم عمليات القتل العلنية التي يستهدف بها جنود الاحتلال الإسرائيلي نساء وأطفالا وعجائز وشبابا ويقتلونهم بدم بارد أمام عدسات الكاميرات للهواتف النقالة وعدسات المصورين؟! هل رأيت ذاك الجندي وهو يتسلى بإطلاق الرصاص الحي على أم فلسطينية تبلغ من العمر 47 عاما لستة أطفال، وهي تعبر بوابة يقف عليها جندي إسرائيلي لم يتوان في إطلاق رصاصة أنهت حياة هذه المواطنة البريئة والتقطت المشهد عدسة كاميرا كانت على الناصية الأخرى من الشارع؟! كيف شعرت حينها وأنت ترى تلك المرأة شبه العمياء والصائمة التي كانت تعيل ستة أطفال كان والدهم قد لقي حتفه أيضا على يد مثل هؤلاء الجنود منذ سنوات، وهي تسقط أرضا وتسلم روحها البريئة لخالقها؟! هل كانت تحمل مسدسا أو معولا أو رشاشا أو كلاشينكوف حين أرداها هذا الإسرائيلي برصاصة قاتلة استقرت في منتصف قلبها؟ لم كان عليك أن تقدم عزاءك للإسرائيليين بينما سرادق العزاء الفلسطينية كانت أحق بأن يصلها ذلك العزاء؟! هل شهدت مقتل ذلك الطفل الفلسطيني اليافع برصاصة وجهت إلى رأسه دون رحمة لمجرد أنه كان يحمل حجرا صغيرا في كفه الصغير فهل كان الحجر يقتل أم الرصاصة يا أيها الحزين على وضع الإسرائيليين المؤسف في مجتمعهم؟! لهذا لا يجب أن نلوم أنطونيو غوتيرش على قلقه الذي يتفاقم كلما جاءته الأخبار عاجلة من فلسطين مع سقوط شهدائها وغيره يستشيط غضبا مع أي حادثة يصفها بالمؤلمة أو القاسية تقع على الإسرائيليين، ولا يجب أن نتوقع الكثير من المجتمع الدولي والمجتمع العربي الذي من المفترض أن يحتضن فلسطين وأهلها فيه ما لا نتوقع منه أن يكون أو يحصل للأسف وعليه تبقى فلسطين لأهلها ومحبيها وسوف تفنى إسرائيل يوما ما بحول الله وقوته. [email protected] @ebtesam777