19 سبتمبر 2025

تسجيل

في حاجة إلى إسماعيل يس

13 أبريل 2020

نحتاج إلى الضحك هذه الأيام أكثر من أي شيء آخر، نحتاج إلى الابتسامة، نحتاج إلى روح الدعابة والضحك اليوم أكثر من أي وقت مضى، نحتاج إلى شخوص الدعابة والنوادر والإضحاك احتياجا عظيما هذه الأيام. طرح القضايا بأسلوب الدعابة يحولها إلى إمكانية تتزحزح، بينما القطع فيها يحولها إلى موقف تكون فيه في حيرة.. الضحك ينشط العقل بهدوء، بينما يهز الخوف والوجل العقل والوجدان بعنف، قاوم العرب قديما عنف السلطة السياسية والدينية بأدب الدعابة والضحك وكثير من الشعوب يقاوم قساوة العيش وشظفه بالنكتة والضحك، نحتاج إلى أن نقاوم كورونا بالدعابة والضحك، فهي جائحة خارج نطاق الاحتواء الصلب بالدواء أو بالتطعيم، نريد ضحكا ودعابة، حتى يخف بريق الدنيا في عين الإنسان، نريد دعابة نواجه بها خطر الإصابة من لمسة مقبض أو ضغطة زر مصعد أو مصافحة يد بالخطأ، نريد أن نتقبل قدر الله بصدر رحب بعد أخذ جميع تدابير السلامة واتباع التعليمات لماذا إذاً الخوف فقط ابتعدوا عمن يثير الرعب في النفوس هناك بشر "قياميون" يهرعون إلى القيامة قبل أوانها وإلى النهاية قبل وقتها، اقتربوا ممن يحمل الأمل ويصدر الرجاء ويشيع البسمة. شخصياً أنا أعيش مع أفلام الكوميديا العربية القديمة وأجد فيها بلسما لحالة الهلع التي تجتاح الكثير، أحتاج إسماعيل يس وعبدالسلام النابلسي وأنا في داخل البيت اليوم أكثر من حاجتي لدكتور أو مختص في عالم الفيروسات كفى قد أصبحنا خبراء فوق اللزوم موعدي الليلة مع فيلم سيريحني كثيراً عنوانه "الستات مابيعرفوش يكذبوا" لإسماعيل يس وعبدالفتاح القصري وزينات صدقي، عالم الضحك عالم جميل. قديما قالوا "اضحك تضحك لك الدنيا" اليوم كيف نضحك عن بُعد هذا هو التحدي. حتى ضحك الأولين مختلف لأن الدنيا كانت يا أسود يا أبيض ولم تعرف التلون حتى صار صدقها كذبا وبياضها عين السواد.