26 أكتوبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); القضية: أضخم عملية تسريب لوثائق سرية تفضح كيف يُخفي الأغنياء وأصحاب النفوذ ثرواتهم.الموقع والمتورط: إحدى أكثر الشركات العالمية سرية، وهي شركة قانونية تقع في بنما تسمّى "موساك فونسيكا".المسرب والناشر والمحقق: نشرتها صحيفة "سوددويتشي تسايتونج" الألمانية، إذ حصلت على 11.5 مليون وثيقة مسربة، من إيميلات ورسائل وجوازات سفر وعقود صفقات، كشفت عمليات مالية لأكثر من 214 ألف شركة أوفشور في أكثر من 200 دولة ومنطقة حول العالم. الصحيفة أشركت جمعية الصحفيين الاستقصائيين الدولية، التي عملت مع صحفيين مستقلين في أكثر من 109 مؤسسات إعلامية يتوزعون في 76 دولة، للقيام بالتحقيق الشامل لتلك الوثائق.تلك القضية تأتي بعد عشر سنوات تقريبا من بدء نشر وثائق ويكيليكس التي تحولت إلى منظمة دولية غير ربحية يرأسها جوليان أسانج المطلوب أمريكيا.وإذا كانت وثائق بنما أطاحت سريعا برئيس الوزراء الأيسلندي، الذي استقال على الرغم من رفضه تلك التهم، فإنها أجبرت رئيس الوزراء البريطاني كاميرون على الكشف عن سجله الضريبي، في حدث تشهده بريطانيا لأول مرة في تاريخها. بالطبع كاميرون لم يفعل ذلك حبا وكرامة، ولكن ليخفف الضغوط الإعلامية الهائلة التي نبشت كل أملاكه ومصادرها، بالضبط كما فعلوا مع بلير المتورط في حرب تدمير واختطاف العراق وتقتيل شعبها. العديد من الوسائل الإعلامية ومنها موقع "ويكيليكس"، اتهموا الولايات المتحدة الأمريكية بأنها الطرف السري الذي سرّب تلك الوثائق، ويستشهدون بدلائل كثيرة، منها أن تلك الفضائح الهائلة غابت عنها أسماء المسؤولين الأمريكان؟!ليس ذلك فحسب، فقد كان واضحا تجاهل الإعلام الأمريكي الموجّه بأموال أباطرة الإعلام والاقتصاد وعرابين الحروب لتلك التسريبات، إذ كشف موقع "فوكاتيف" الأمريكي، عن أن صحيفتين فقط من بين 10 صحف هي الأعرق والأكثر رواجا في الولايات المتحدة الأمريكية، قامت بتغطية تلك الفضائح كما ينبغي؟! بعض الكتاب الأمريكان نشروا مقالات يحللون ما سبق، حيث اتهموا نظام البنوك الأمريكي بأنه يعد أكبر الملاذات الضريبية في العالم، بل إن هناك بعض الولايات الأمريكية متورطة في تلك الجرائم الاقتصادية مثل "وايمنج" أو "ديلاوير" و حتى ولاية "نيفادا"، كما أشارت لذلك أستاذة القانون في جامعة يوتا الأمريكية شيما بومان.للعلم، تعود شهرة بنما كمَهرَب وملاذ ضريبي على مستوى العالم إلى أكثر من قرن، وفقا لما نشره المعهد النرويجي للبحوث في الاقتصاد وإدارة الأعمال.كان ذلك بالتحديد في أواخر عشرينيات القرن الماضي، فقد تورط مديرون تنفيذيون في "وول ستريت" بمساعدة بنما على سن تشريعات تسمح بإنشاء شركات مجهولة معفاة ضريبيا!ثم يخبرنا التاريخ أنه في الربع الأخير من القرن الماضي أيضا، ومع وصول الديكتاتور البنمي "مانويل نورييغا" في 1983، بدأت تجارة أموال المخدرات وغسيل الأموال والتهرب من الضرائب، وتكوين شركات مجهولة الهوية تنتعش هناك.وإذا كانت منظمة النزاهة المالية العالمية تقدر خسائر الدول النامية بسبب الفساد بأكثر من تريليون دولار سنويا، فإن كاتب صحيفة لوس أنجلوس تايمز "دويل مكناص" كشف أن الولايات المتحدة نفسها تعاني من مشكلة فساد يتعلق بالأموال السرية. كما اعتبر أن الولايات المتحدة منافسا فاعلا في تجارة "خدمات الفساد"، على الرغم أن فضيحة تسريبات بنما، كشفت أن غالبية عمليات الفساد كانت في دول أخرى.لكن ذلك اللغز كشفه الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين، حيث ذكر بأنهم يتحققون من هويات 211 شخصية متورطة في تلك الفضيحة، لهم عناوين في الولايات المتحدة الأمريكية!وثائق بنما لم تترك أحدا في شأنه.