29 أكتوبر 2025

تسجيل

مشاركه قطرية مهمة

13 أبريل 2014

قبل أن يتسلم سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري منصبه وزيرا لوزارة الثقافة والفنون والتراث بعد إلغاء نظام المجلس الوطني للثقافة وقبيل بدء الاستعدادات لاحتفالية الدوحة عاصمة للثقافة العربية حدث جدل كبير بيننا في عدم مقدرة الوزارة في تحقيق النجاح وكان برنامج "إليكم القرار" قد استضاف سعادة الوزير وكان شجاعا حين قال إنه يقبل التحدي في تقديم فعاليات غير مسبوقة للدوحة كعاصمة ومع طرح هذا فإن البعض كان يقول إنها سحابة صيف وسوف تنتهي لكن ما حدث ومازال يحدث هو في حد ذاته تحد كبير جدا يقوم به سعادته وكوني رافقت سعادة الوزير إلى لندن الأسبوع الماضي ورأيت كيف يمكن أن يخلق نشاطا كبيرا، فقد كان جناح الوزارة محل اهتمام الجميع وأرى أن وزارة الثقافة بما تمتلكه من الوسائل والأدوات يجب أن تتصدّى لكثير من الأزمات والتحديات التي يواجهها المجتمع ويتعرّض لها، غير أنّ الوسائل الثقافية تختلف عن سائر الوسائل الاقتصادية والسياسية لأنها تعتمد على الفكر والإقناع والحوار وتقديم الأدلة والبراهين، مثلما تعتمد على ممارسة أشكال من التأثير على المتلقي يجد نفسه بعدها قد أصبح عرضة لتغيير في أفكاره أو اعتقاداته أو سلوكه أو حتى ذوقه أحياناً.إن الثقافة لا تحقق أرباحاً مالية سريعة كما يطالب البعض، إلاّ أنّ ما تحققه من النتائج عند بناء المواطن الصالح، لا يقدّر بثمن، وهو ما ينعكس بعد ذلك على صورة إنتاج متميز وأداء نوعي، غير أن إحداث أي تغيير سواءً في المجتمع برمته أو في فردٍ بعينه، لا يمكن أن يحدث فجأة أو بين عشية وضحاها، وإنما يحدث بالتدريج وبصورة تراكمية، وقد يستغرق زمناً طويلاً، ومن هنا فإن الوزارة نجحت محليا وخليجيا وعربيا وعالميا في عكس صورة المجتمع القطري، بما يتم تقديمه من برامج وفعاليات ثقافية وفنية تسهم في تثقيف أفراد المجتمع، والاهتمام بتصدير المنجز الثقافي للآخر حتى يتعرف عليه الجميع وأن نخرج من تلك الإقليمية المحلية إلى ساحة أرحب وأوسع وأعمق وأشمل. فقد سعدت بمرافقة سعادة الوزير إلى لندن لتغطية فعاليات جناح قطر بمعرض لندن للكتاب ورأيت جهد سعادة الدكتور حمد عن قرب وكيف أنه قبل التحدي في زمن قصير وفي وضع صعب لكن كونه رجل المهمات الصعبة تحقق ما تحقق وبات الجميع يشهد لتلك الأنشطة النوعية التي تقيمها الوزارة بشكل دائم، هذا لا يتأتى دون أن تكون هناك رؤية وخطة شاملة للعمل الثقافي الشاق والمرهق جدا، فكان الأمر صائبا جدا المشاركة في معرض لندن للكتاب والجميل أن الوزارة أشركت جهات أخرى مثل هيئة متاحف قطر ومركز الجزيرة للدراسات ووزارة الأوقاف وهي جهات تهتم بالكتاب وتصدره بشكل دائم، فشكرا لسعادة الدكتور حمد على ذلك الحرص في التواجد بنفسه لإعطاء أهمية كبرى عند المسؤولين في تلك الدول، ومدى اهتمام الدولة في قطر بالثقافة بشكلها الشمولي.