16 أكتوبر 2025
تسجيلتمت بسلام اختبارات الفصل الدراسي الأول التي أزاحت هموم الأسر خلال موسم عصيب تنافس فيها طلبة وطالبات مدارس الدولة في كل المراحل التعليمية واستقرت الأمور بعد أن عاشت عائلات الطلبة حالة من الطوارئ استعدادا لهذا الضيف غير المرغوب فيه، ونتج عنها انهاك لميزانياتهم من الدروس الخصوصية والمراكز التعليمية التي اشتعلت بورصتهما هذا العام وقبله وجعلت الاقبال على تلك الدروس الخصوصية بشكل مبالغ فيه.اثار اشتعال بورصة المدرسين الخصوصيين الكثير من المخاوف لتربك ميزانيات الأسر، بالاضافة الى انتشار ظاهرة المراكز التعليمية التي اوصلت تكلفة المادة كاملة لدى المدرس الخصوصي إلى ستة آلاف ريال لكل طالب، في الوقت الذي يضطر فيه أولياء أمور إلى الدخول في محادثات مضنية مع مدرسين للقبول بالحد الأدنى، وما زاد الأمر سوءاً دخول مظاهر التباهي على الخط، حيث تتبارى أسر على تسجيل أبنائها لدى المدرس الأعلى أجراً، في إشارة الى دخول القضية منعطفاً جديداً أشد خطراً على العملية التعليمية.معروف بشكل فاضح من خلال تصدر صفحات الاعلانات في الصحف ومواقع الانترنت القدر الذي ساهم فيه المدرسون الخصوصيون والمراكز التعليمية والمنافسة بينهم في إشعال الموسم بشكل كبير حيث تباروا في تقديم عروضهم الخاصة جدا للطلاب وطرح امتيازات وعروض ترويجية كثيرة مما ضاعف من حجم الإقبال عليها. نحن نتحدث عن واقع معاش في كل بيت ونجزم انه مع قرب الفصل الدراسي الثاني، في ظل التراخي عن المسؤولية سوف تزاداد معدلات الإقبال على حجز مواعيد الدروس الخصوصية في مختلف المواد الدراسية خاصة المواد العلمية واللغات، ونسترشد الى رأي التربويين في هذا الشأن حيث انهم يرون أن الدروس الخصوصية "أحد أبرز الآفات التي يعاني منها نظامنا التعليمي منذ سنوات ولم تجد له حلاً شافياً حتى الآن".الحل الذي نراه هو اجراء دراسة علمية ميدانية تراعي ما تسببه الدروس الخصوصية من أضرار وسلبيات على العملية التعليمية، وتقنين العملية بفرض نظام يصرح للمدرس الذي يرغب بمزاولة المهنة خارج المدرسة، ووضع رسوم ثابتة على الجميع، وتحديد معدل أعلى لعدد الطلبة الذين يدرسون لديه.لقد زاد الشغب في مدارسنا، وفقد معلم الفصل اهتمامه، واهمل الطلبة الذهاب الى المدرسة في معظم الاحيان، واغلبها بسبب ضعف معلمي المواد الأساسية وعدم مهارتهم في إيصال المعلومة للطلبة وبدائية أساليبهم في شرح الدروس وضعف المراقبة والمتابعة من قبل المدارس.. كما انه يرجع الى النمو المتزايد لعدد الطلاب، ولصعوبة المناهج وتحول معظم المدارس الى مستقلة تعتمد على اللغة الانجليزية في جميع المواد.الدروس الخصوصية ظاهرة سلبية وهي في ازدياد مستمر، يدعمها قصور في بعض المدارس، وقصور في بعض المدرسين.. فهل نقدر ذلك بوعي تام ونبدأ في البحث عن العلاج الذي هو بالطبع في ايدي التربويين، واللحان الجديدة المشكلة للنهوض بالعملية التعليمية بعد أن أصابها الترهل والعجز وسلامتكم