17 سبتمبر 2025

تسجيل

مفتاح التغيير بيدك أيها الإنسان

13 مارس 2024

إن تغيير الإنسان هو المفتاح لتغيير أي شيء آخر ومن دون ذلك، لن نتمكن من تحقيق أي تغيير ملحوظ، فما نحتاج إليه لا يقتصر فقط على "الترقيع" أو إيجاد حلول للمشكلات الحالية فحسب، بل ما نحتاج إليه هو تحول جذري وشامل مما يقتضي تغيير القيم وطرق التفكير، وتغيير الوعي، وتغيير أفكرنا وسلوكياتنا كبشر. كل إنسان له مفتاح، وإذا وجدت مفتاح ذاتك، ستتمكن منها، قاوم كل محاولات الإحباط، سواء كانت نابعة من ذاتك، أم من محيطك الخارجي، واجعل هدف مقاومتك ساميا بعيدا كل البعد عن الترهات البشرية التي لا جدوى من الركض خلفها، ولا تجعل من نفسك حرفا سقط سهوا مثل معظم البشر، جدد حياتك، وغير من نفسك، وتوكل على المولى سبحانه وتعالى، وثق أنه لن يخذلك ولن يتركك إذ تمسكت بحبله المتين. فالتغيير إلى الأفضل أو إلى الأسوأ أمر يقع في نطاق البشر، وعليهم تقع مسؤولية اختيار أحد النجدين: نجد الهدى والخير والصلاح، أو نجد الضلال والشر والإفساد. إن تغيير ما بالأنفس من أفكار ومفاهيم واتجاهات وميول، أمر موكول للبشر بقدر الله، وذلك هو ما تشير إليه الآيات الكريمة في قوله تعالى: {ونفس وما سواها * فألهمها فجورها وتقواها * قد أفلح من زكاها * وقد خاب من دساها}. هذا الطريق الشاق يبدأ منك أيها الإنسان فأنت صاحب التغيير، لأن الأمة تتكون من مجموع أفرادها فإذا ارتفعت قيمة حياة الفرد بالإيمان والفاعلية فإن قيمة الأمة ترتفع بدورها تبعا لذلك، فإذا نجحت في التغيير وبناء شخصيتك القوية الفعالة، أصبحت أنت النموذج الذي يحتذى بك، وهذه أهم خطوة إستراتيجية على طريق الرفعة والتمكين. التغيير يحتاج إلى شخصية مؤمنة فعالة، لا شخصية عاجزة سلبية لا تحرك ساكنا، ناقصة القدرات والمهارات، حتى ولو كان على قدر كبير من الصلاح والتقوى، ولذلك نجد النبي صلى الله عليه وسلم يقول في أبي ذر رضي الله عنه: (ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء من رجل أصدق لهجة من أبي ذر)، ومع ذلك يمنعه النبي صلى الله عليه وسلم من تولي الإمارة، ويقول له: (يا أبا ذر إني أراك ضعيفا، فلا تولين إمرة اثنين). همسة لا يستطيع الإنسان مهما أوتي من مهارات وقدرات أن ينجح نجاحا كاملا بمفرده، فهو كائن اجتماعي بطبعه يحتاج للإحساس بالصداقة والألفة.