15 سبتمبر 2025
تسجيليشتكي الناس من الغلاء وارتفاع الأسعار وانقضاء الراتب قبل نهاية الشهر وضيق اليد بعده، ومع ذلك نجد تلك المظاهر الزائفة التي أدخلوها على عاداتنا البسيطة التي كنا نعتز بها، وأطلقوا عليها أسماء شعبية لا تمت لها بصلة، فها نحن في شهر شعبان وشهر رمضان قد اقترب، ومعهما بدأت تلك المظاهر والتجهيزات من قبل التجار وتجار وسائل الاتصال الاجتماعي الذين أصبحوا يتحينون الفرصة لاصطياد الزبائن من الذين أصبح هؤلاء من المعجبين بهم، وذلك بعرض بعض الأشياء وأنواع من الهدايا التي تجمع بين بعض العادات التي كان وما يزال الناس تسير عليها في هذه الشهور، وإضافة بعض الرتوش وتزيينها من أجل كسب الربح بل والربح السريع وأطلقوا عليها مسميات لا تمت لها بصلة مثل (نقصة رمضان) و(سفرة النافلة) لمنتصف شعبان، والذي كان الناس يتسابقون لعمل الخير فيه وتوزيع بعض الأطعمة الشعبية من أجل الإحساس بالغير. ولكن أن تتحول هذه العادات إلى سلوكيات تسيطر عليها المادة وتغشيها المظاهر الكاذبة والنفاق الاجتماعي من أجل أن يقال إن فلانة ما تقصر في مجاملة صديقاتها ومعارفها، وذلك بإنفاق المبالغ الكبيرة لشراء تلك الهدايا، والمشكلة الكبيرة أن يتسابق الكل لتقليد هؤلاء من أجل تصويرها وإبرازها في وسائل التواصل، والأدهى من ذلك أن نجد أن البعض يجمع بين المأكولات والمواد الغذائية وكتاب الله القرآن الكريم في صندوق، وهم لا يدركون خطورة فعل هذا والاكتساب ببيع كتاب الله وعرضه، وهذا لا يرضى الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم، وبالطبع فالبعض قد يضغط على نفسه ويحذو حذو هؤلاء وشراء تلك الهدايا لتوزيعها على المعارف والصديقات، وللأسف أن مثل هذه السلوكيات تقوم بها النساء اللاتي يفترض أنهن الأدرى بأهمية الإنفاق بتعقل، خاصة أن هذا الوقت من السنة يحسن أن نتصدق على المحتاجين لأن الأعمال ترفع في شهر شعبان، لقد تغيرت الكثير من السلوكيات وأصبحت لا تمت للمناسبة بصلة. ونقصة رمضان عادة رمضانية عندما كانت ربة البيت تعد طعام الإفطار لأسرتها فهي تأخذ منه جزءاً لتعطي جارتها أو صديقتها منها، أما ما يسمى الآن بنقصة رمضان التي دخل فيها البذخ والتكاليف الباهظة التي أصبحت ترهق البعض لأنه يريد تقليد الغير حتى لا يقال عنه أنه بخيل أو غير قادر على مثل هذه العادة، وهذه النقصة لا تجد فيها طبقا من (الهريس أو الساقو أو المهلبية أو الثريد) لا ستجد البخور والعطور وسجادة للصلاة وللأسف كتاب الله الذي أصبحوا يتربحون من بيعه!. إن ما ينفق على هذه السلوكيات الجديدة كان من الأفضل أن نقدمه للفقراء والمحتاجين على صورة مواد غذائية يحتاجون إليها في رمضان أو مبلغ يساعدهم على مواجهة ذلك الغلاء والقيام بما يحتاجه هذا الشهر. لماذا نتبع أمورا تتعب الميزانية دون أدنى هدف، مجرد فشخرة ومظاهر زائفة لا تعني شيئاً، فليكن العقل هو الذي يتحكم بها وليس نزعة التفاخر والمباهاة حتى نستطيع أن نستفيد ونفيد.