14 أكتوبر 2025
تسجيلعشرة ايام ويومان بالوفا والتمام ويلتحم الجسد العربي المهلهل في قمة تحضر لها دولة الكويت الشقيقة حاليا وتبذل قصارى جهدها بدبلوماسية عالية للم الشمل العربي بغية تهدئة الأجواء في المنطقة قبل موعد القمة المقرر لها يوم 25 مارس الجاري والتي تشوبها ازمات متصاعدة بين عدة دول عربية، ودولة الكويت التي لا تحسد على وضعها في هذه الظروف تقوم بدبلوماسية حثيثة ليست من اجل الوساطة فحسب بل من اجل تهدئة الوضع قبيل القمة العربية.سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى تلقى في هذا الاطار رسالة من الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، تتضمن دعوة سموه للمشاركة في هذه القمة وذلك في إطار الدعوات التي وجهتها دولة الكويت إلى الدول العربية لحضور القمة العربية التي ستعقد في عاصمتها يوم 25 مارس الجاري، متكأة في ذلك على علاقات متوازنة مع معظم الدول العربية، الا ان المؤشرات تدل على ان دور الكويت في موضوع الخلافات العربية- العربية لن يحظى بأي مصداقية إذا لم يسبقه مسعى على المستوى الخليجي الذي تلعب فيه الكويت دورا مهما ولها فيه مكانة خاصة.ومن سوء الطالع ان تفجر الخلاف بين الدول الخليجية الثلاث وقطر وضع الكويت في حرج قبيل القمة العربية وهي التي كانت مواكبة لخلاف الدوحة مع الرياض وأبوظبي والمنامة، إلا أنها فوجئت فيما يبدو بقرار سحب السفراء الخليجيين من قطر وهو ما فاقم من صعوبات تنظيم القمة العربية، فالخلل لم يعد عربيا- عربيا بل انزلق لخلافات خليجية- خليجية والذي كان من المفترض ان تكون هذه الدول بمنأى عن الخلافات العربية التي تكاد تطول آثارها كل الدول العربية، اثقلت كاهل الكويت هذه الازمة والان هي تسابق الزمن بهدف لملمة واحتواء الخلافات الخليجية التي كنا نعتقد انها المهمة الأسهل قبل الانتقال للوساطة لحل الخلافات القائمة بين الدول العربية الأخرى.المتصيدون في الماء العكر وجدوها فرصة لصب الزيت على النار الملتهبة وجعلوا من الازمة بين الدول الخليجية الثلاث مع قطر شماعة ليعلقوا عليها اخفاق أي دور كويتي في موضوع الخلافات العربية- العربية ويشددون بان الجهود الكويتية لن تحظى بأي مصداقية إذا لم يسبقها مسعى لوقف الخلاف على المستوى الخليجي، ومن منطلق سد منافذ المغرضين والمتشائمين بفشل القمة العربية في الكويت نأمل ان تكلل مساعي الدبلوماسية الكويتية باحتواء الخلاف ووقف أي تصعيد أو اي إجراءات متبادلة بين السعودية أو الإمارات أو البحرين من جهة وقطر من جهة ثانية لرأب الصدع الخليجي والاعلان عن مصالحة الدول الخليجية قبيل انعقاد القمة العربية.السؤال المطروح الان هل القمة العربية المقبلة في الكويت، يمكنها ان تعالج حالة الاحتقان بين بعض العواصم العربية؟ كل المؤشرات تقود الى انه لا بد من حل الخلافات وتنقية الأجواء قبل الذهاب إلى القمة.طبيعي أن مهمة الكويت لن تكون سهلة بالرغم مما تتمتع به من مكانة ضمن منظومة دول مجلس التعاون.. وأعتقد أن أمير دولة الكويت من خلال تجربته ودرايته بهذه الأمور، يمكن أن يساعد في تهيئة الأجواء وعقد قمة عربية ناجحة في الكويت. وسلامتكم