12 سبتمبر 2025
تسجيلكتابة العناوين الصحفية فن بحد ذاته، بحاجة إلى الكثير من التفكير والإبداع ليقوم بدور جاذب للمقال أو الحدث أو الخبر فالعنوان الجيد بوابة فعلية للولوج إلى قراءة الموضوع وهضمه." الحرية مطلوبة" لـ "الأوقاف" لتفعيل دورها في المجتمع ". شد انتباهي هذا العنوان الذي نشر في جريدة الشرق ويتناول واحدة من أهم القضايا الإسلامية المعاصرة وهي قضية الوقف تلك التي غللت بالسلاسل وان كانت بهدف النوايا الحسنة والحرص على اموال المسلمين.. إن الرؤية التي قدمها الأخ الفاضل عبد الله بن جعثين الدوسري من خلال مؤلفه وهو احد أقطاب مؤسسات الوقف لا يجب أن يكون مكانه أرفف الكتب.. وحري بالوقوف عنده.فالمنظور الاستراتيجي لتفعيل دور الوقف بات ضروريا بل وملحاً حيث ان الوقف عبارة عن استخدام أموال المسلمين لإخوانهم المسلمين وبات من الضروري أن تحرر الأوقاف من قيود الدولة مع وجود الرقابة بالتأكيد.وبخاصة هذه الأيام التي زادت فيها الخلافات بين الحكومات وباتت الشعوب تدفع الثمن جراء ذلك، وأي شيء يقدم للمحتاجين في العالم الإسلامي مصيره التسييس وعلامات الاستفهام بالرغم مما نراه من عيش صعب وضيم وجوع وعطش بين الشعوب المسلمة خاصة، كما أن دول الخليج ولله الحمد والمنة وبحكمة وسخاء حكامها تعيش في رغد العيش، وعليه فان أموال المسلمين تظل محكورة محدودة المجالات والتحركات والعطاء فبات من الضروري الانطلاقة نحو مظلة أكبر.. وذلك في تبني وقفية إسلامية عالمية لصالح قضايا العالم الإسلامي وشعوبه، ولكن بالفعل في ظل تبعية الأوقاف للأجهزة الحكومية كما هو الآن فمن الصعوبة التحرك والقيام بالدور الفعلي للأوقاف في هذا النظام الإسلامي الرائع الذي يكفل العزة والكرامة والرحمة والخير للمسلمين في أقاصي أراضي المعمورة.لا نريد ان يتراجع دور الوقف وهو الحل الأمثل لكثير من القضايا ووسيلة نقية فعَالة تسهم بشكل كبير في مسح الآلام عن جسد الأمة الإسلامية وشعوبها..فالخطوة الأهم هو تحرير المؤسسة الوقفية من التبعية لأي جهاز حكومي وجعلها هيئة مستقلة، لتقوم بدورها الذي رسمت من اجله بعيدا عن السياسة والتسييس وخدمة المسلم لأخيه المسلم لوجه الله لا غير. سلمت أنامل وفكر المؤلف الذي يعكس مدى عمقه وتفكيره ورؤيته لمستقبل الوقف.. فهل استفدنا من الدراسة.. أم؟!!