01 أكتوبر 2025
تسجيلالراحل عبدالله حسين نعمة عميد الصحافة القطرية ذكر أنه أول قطري يقود سيارة برخصة قيادة قطرية في اوائل الخمسينيات وطوال قيادته لم يحصل على مخالفة مرورية لحين تكريمه لهذا الغرض وكان رحمه الله يفتخر حتى قبل رحيله بهذا التميز لانه كان يحترم قواعد المرور مثلما يحترم مهنته كصحفي صاحب رسالة تحث على التزام الصواب في حياته واهمها التقيد بالقانون واحترام النظام وبسط الامن والسلامة في اوساط المجتمع وذلك باتباع السبل التي لا تؤذي الآخرين وتحافظ على مكتسبات ومنشآت الدولة.ذلك التكريم لاول حاصل على قيادة سياقة قطرية بدون محالفات كان بمثابة رسالة حضارية من ذلك الجيل الذي يذكر تماما سمعة الرجل وتمسكه بحسن الآداب والخلق الذي انعكس في اسلوب قيادته لسيارته في الطريق العام حيث كانت مبادئه تصب في احترام قواعد المرور وهي السمة الغالبة حينذاك حين كانت شوارع الدوحة في اوج ازدهارها وتشييدها بالاسلوب والتنظيم الحضاري المطبق وفق النظام العالمي للطرق والمنشآت والاشارات المرورية التي تنظم سير المركبات وقيادة السائقين لها، حيث كان الالتزام والانضباط من جميع مستخدمي الطرق من الجميع سواء مواطنين او وافدين سمة الحياة العامة في تلك المرحلة التي انطلقت بها مشاريع الدولة ومؤسساتها بجد ونشاط.في فترة الثمانينيات والتسعينيات لم تدخل بعد وسائل الاتصال الكترونية الحديثة "الموبايل والاي فون والبلاك يري وغيرها" من تلك الاجهزة التي عكرت صفو القيادة السليمة واختفى بها شعار المرور الذي تربى جيلنا عليه وهو "القيادة فن وذوق واخلاق" التي كانت شعارا يحتذى به واختفى من اذهان هذا الجيل الذي نشاهد استهتاره وعدم اكتراثه باحترام القوانين والتعليمات والارشادات المرورية ولا يتردد في استخدام تلك الاجهزة علانية اثناء القيادة وخلال عز الزحمة ولا يخفي التدخين والرعونة في تجاوز السيارات والقيام بحركات حلزونية يرعب بها الملتزمين بمساراتهم.. وفي الاخير حتى المخالفات المضاعفة لا تردعه!!ظواهر سيئة نصادفها كل يوم امام اعيننا وسط الاحتجاجات والتذمر والشكوى من الازدحام غير المحتمل في هذه المرحلة من الانشاءات المتواصلة ووسط الحفريات والاختناقات المرورية والانحرافات الخطيرة المستمرة في كل الطرق.تكريم قدامى السائقين من قبل ادارة المرور في احتفالات اسبوع المرور الخليجي الـ 29 له دلالات حضارية وانسانية لاولئك الاباء الذين نعدهم قدوة هذا الجيل بالتزامهم بقواعد المرور وآداب الطريق والحفاظ على الارواح والممتلكات العامة الذي هو نابع اساسا من الخلفية الدينية التي تربوا عليها والاخلاق الحميدة التي جبلوا عليها، لذا نطالب جيلنا باتباع خطاهم كي يختفي من قواميس حياتنا العامة ذلك الاستهتار وعدم التعدي على خصوصية الاخرين في القيادة العامة.. انهم جيل الاخلاق الحسنة في كل تعاملاتهم الحياتية ومن اولوياتها الحفاظ على آداب الطريق. وسلامتكم