يوم الحب المزعوم وذكرى الوالد

تمر السنون وتتوالى الأيام وتأتى ذكرى مؤلمة في تاريخ هذا اليوم الذي قد يحتفل به البعض تقليدا للغير ومن ليسوا على ديننا بما يسمى (الفالنتينو) أو يوم الحب وهو ذكرى لانسان قتل من أجل ارتكابه فاحشة يستنكرها كل دين. نعم هذا اليوم الذي ترك النوخذا سكان (مقود) السفينة بعد أن عاش سنوات عمره كله خلفه يحركه يمنة ويسرى وتتقاذف أمواج البحر سفينته وهو يصدع بصوت (النهام ) ويردد صدى البحر تلك النهمة، ترك مهنة سهلة تسابق عليها رجال قطر مع تفجر البترول في دخان، مهنة رفعت الكثيرين وزاد رزقهم منها، من أجل حب البحر الذي فتح عينيه عليه في منطقة الرميلة ولم يغادره هذا الحب منذ طفولته التي عاشها يتيما في كتف عمه. اعتبر البحر رزقه، أنفق كل ما يملك من أجل شراء مركب مناسب للصيد الذي أصبح حياته ومنه انتقل إلى سفينة أكبر أطلق عليها اسما يدل على طموحه للأعلى (المعلا)، فكان مقود السفينة صديقا له لم يتركه إلا في آخر سنوات من عمره. أعطانا الحب وزرع فيها معنى أن تحب أخاك رغم أنه لا أخ له ولا أخت، كان الحب على شكل تشجيع ودعم لأن نكون الأحسن ونصل للأفضل، أخذتنا في رحلات سفر وقت كان السفر نادرا، أحب فينا تعلقنا بالعلم والمعرفة، تسليته قنوات الراديو وصوت العرب وخطابات الرئيس عبد الناصر وإذاعة القرآن الكريم من الرياض وصوت الشيخ علي جابر والحصري. عيناه كانت تنطق بحب كل واحد من أبنائه وكل واحدة من بناته يسأل عن الكل في آن واحد. ما أجمل كلمته وهو ينادي أمي (يا بنت عمي) منتهى الحب والمودة والاحترام وترد عليه بنفس الكلمة التي ترددها عندما تتحدث عنه (ولدعمي) جمعتنا في بيته جمعة حب حتى آخر ليلة كنا معه وطلب منا أن نلتقط له صورة تجمعه مع الوالدة. لن ننساك يا النوخذا ولن ننسى نسجك لشباك الصيد ولا صناعة (القراقير )ولا عودتك في الليالي الباردة من البحر وثيابه مبللة من البحر، لن ننسى بيت الشعر الذي كنت تردده كلما جلسنا معك وتحدثنا عن أحوال الدنيا (اريد ابكي على روحي وأنا حي … وإذا الدنيا ضاقت بعيني وأنا حي … صديق ما يواصلني وأنا حي … واذا مت ما ابغي يبكي علي). حبك لسفينة المعلا كبير ووفاؤك لمن يعمل فيها أكبر لدرجة أن وصيتك أن نحافظ عليهم ولا نظلمهم فهم جزء من حبك لمهنتك وسفينتك. مواقفك كثيرة ومؤثرة يشهد بها الجميع، يحتفلون بيوم الحب ولا يدرون أنك عندنا (كل الحب) يا بو محمد رحمة الله عليك وعساك جنة النعيم.