11 سبتمبر 2025
تسجيلموضوع مقالي اليوم ليس باختياري وتحديدا لم أكن لأختاره يوما لأن يكون مادة مقروءة في مقال يومي، لا سيما في بداية الاسبوع الذي يحب أن يقرأ الناس فيها ما يستأنسون به، ولكني كنت كعادتي أقلب حسابات تويتر فوجدت سؤالا طرحه عميد المذيعين القطريين صاحب الصوت الإذاعي المميز والشجي عبدالعزيز محمد الذي نفتخر به كشخصية إعلامية قطرية وعربية أثرت عبير إذاعة قطر طويلا، فكان صوته مدرسة لكل من يريد أن يخطو خطواته الأولى في مشروع الإذاعة ويثبت أقدامه فيها بالتعبير والصوت والبلاغة والقواعد والفصاحة وهي السمات المميزة التي عُرف بها (بو محمد) الذي يحاول اليوم أن يضع بصمته في موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) من خلال تغريدات لها مغزاها الذي يتلقاها المتابع ومنها سؤال طرحه من خلال حسابه يوم الخميس ووجدت نفسي أجيبه جوابا لربما أثار اهتمامه فطلب مني التوسع في الإجابة من خلال مقال أفرد مساحة فيه لما كان جوابا لسؤاله الذي كان: (لو خُيّرتَ بين ثلاثين صديقا جديدا وثلاثين مليون ريال أيهما سوف تختار)؟! لأجيبه فورا: (سأختار ثلاثين مليونا بصراحة فقد جربت 20 صديقة ولم تنفع واحدة منهن والمال هذه الأيام يمكن أن يحقق لك سعادة حقيقية وأمانا أفضل من ثلاثين صديقا لا يساوون "بيزة")! ليعلق القدير عبدالعزيز محمد بأن الوجع في إجابتي يبدو أكبر من السؤال ويحتاج شرحا في مقال فوعدته فعلا بأن يكون هذا موضوع مقالي الذي سوف أرسله له حال نشره اليوم بإذن الله!. من عليه اليوم أن يثق في صديقه 100% ؟! نعم هناك من الحالات القليلة التي يمكن فعلا أن أسلم رقبتي لصديقة لي ولكنها تبدو صديقة واحدة طحنتنا الحياة معا وأخذنا دروسا معا وتقلبنا في مواقفها معا فبكينا معا ثم ضحكنا معا فبتُ أنا وباتت هي التوأم التي لم تنجبه والدتي لي ولا والدتها لها ولكني وجدت صعوبة في أن أجمع ثلاثين فتاة ثم أُدخلهن تحت خيمة الصديقة التي لا يمكن أن تسع إلا لواحدة أو اثنتين، ذلك أن ما تحتويه حروف الصديقة لا يمكن أن يجتمع في كل هؤلاء، فالصديقة صدوقة ولن أجد ثلاثين صديقة صادقة معي في القول والرأي والفعل والغمزات واللمزات والحركات وأمامي ومن وراء ظهري!. والصديقة رفقة فلن أقبل بصديقة تتخلف في الخطوة قدما ولا شبرا عن موضع قدمي! والصديقة صداقة روح لذا لن أسمح لأن أبعثر قوام روحي التي قد تكون ممتلئة بالحب أو الإحساس بالتعب أو الغدر أو الخذلان أو الانهيار أو البكاء الذي يصل إلى حد الولولة الداخلية لأكثر من صديقة تجعل من هذا القوام هلاميا ربما في مجالس صديقاتها الكرتونية أو مادة إعلامية نهمة لمن يحب أن يقتفي أثري ويريد لي كل هذا السوء فأين لي أن أجمع ثلاثين صديقة تحت هذه المسؤوليات التي لا تتعب صديقة واحدة عن حملها هي بمثابة التوأم التي لا تنوء بالحمل إن رميت رأسي على كتفها وشكوت لها بعد الله ما يؤلمني ويكاد يرهقني، بينما قد تجد هؤلاء الصديقات الثلاثين من تتهرب منهن من سماع الشكوى أو الانتظار حتى أفرغ زفرات التعب من صدري أو تتصدد بأعذار واهية أو تتهرب حتى عن مجالستي ما دام الأمر يبدو دراميا وليس فكاهيا، كما يود بعض أصدقاء السمر مرافقة الذي يغير مود الجلسة بحكايات ونكت وضحك، وهؤلاء لا يمكن بأي حال من الأحوال تسميتهم أصدقاء وإنما رفقة تطير مع أول عج في الهواء ينتزع مظاهر الفرح في نفسك فيخيم حزن عميق تود من ثلاثة أشخاص فقط من الثلاثين شخصا الذين كانوا بالأمس يشاركونك الضحك والغيبة والنميمة لحظة الصدق الوحيدة الهادئة التي تمر بها الآن فلا تجد غير ذرات الغبار التي خلفتها آثار أقدامهم المولية، وهم يغادرون مجلسك فبالله عليك يا أبا محمد كيف لي أن أختار ثلاثين نفرا من صنف هذا وتلك، ويمكنني بثلاثين مليونا أن أقدم سعادة حقيقية لأكثر من ثلاثين شخصا كانوا يحتاجون لصديقة واحدة مثلي أن تفرحهم بما تلزمها صداقتها الصادقة والصدوقة؟!.. خلنا في الملايين أحسن!. [email protected] ebtesam777@