12 ديسمبر 2025

تسجيل

وما بعد اليوم الرياضي.. استثمر في صحتك

13 فبراير 2020

في هذا النسيم البارد شديد البرودة الذي يحل ضيفاً في كل يوم رياضي، يشاركنا أجواءنا الحافلة بالنشاط والإيقاع الحركي في تنظيم منوع يجمع ألوان البشر بتنوع أطيافهم يشارك فيه الجميع كلٌ حسب استطاعته، في فعاليات حركية فردية وجماعية، يسوده جو عامر بالفرح وتصدّر الكبار في هذه المنافسات بشكل يفوق الصغار احياناً كما لو انه استرجاع لايام الطفولة. واثناء انتظاري في زحمة الأنشطة الرياضية، في أحد الملاعب كانا يتحاوران، فسمعتهما ينتقدان صديقهما لتخلفه عن المشاركة في أنشطة اليوم الرياضي وتأخره في الحضور وأنه فعلاً قد فوت الأجواء الممتعة الحماسية وأضحكتني عبارة علقت في ذهني قالها احد الفتية بأن هذا اليوم "يوم رياضي مب يوم رقادي". يُنظر لهذا الحدث الرياضي على انه كرنفال اجتماعي ثقافي للتقريب بين فئات المجتمع من خلال الرياضة، اعتمادًا على المبادئ الرياضية الأساسية مثل بناء روح الفريق والتخطيط، والهدف المشترك واللياقة البدنية والصحية. وأهمها العمل على تثقيف افراد المجتمع المحلي حول الطرق التي تؤدي إلى تقليل المخاطر الصحية المرتبطة بأسلوب الحياة وقلة الحركة فنتخذ من الرياضة لبنة بناء لإحداث اي تغيير اجتماعي من ابسط قواعده ومنصاته فنرى تضافر الجهود ومشاركة الكبير والصغير من كافة انحاء الدولة. ولا تخفى اهمية الحركة للصحة العقلية والنفسية فإن الدراسات اثبتت ان الناس الانشط جسدياً في الواقع اسعد وعلاقاتهم افضل في محيطهم ولديهم قيمة اعمق للحياة وهم اقل عرضة للاكتئاب والوحدة. فعندما تكون نشيطا بانتظام يكون عقلك وجهازك العصبي مختلفين عن اولئك الذين لا يمارسون الرياضة، بمعنى انك تكون اكثر عرضة للاستمتاع وتفريغ الشحنات السلبية واكثر تحملا للضغوط وتقبلاً للتحديات. وان الرياضة تعطيك الشعور بامكانياتك الحقيقية وادراك قوتك الكامنة التي تعزز ذاتك. اننا كبشر نزدهر وتنتعش ارواحنا عندما نكون نشطين ونرى اثر ذلك على ظاهر الانسان فنلمس الطاقة الايجابية واشراقة النفس. فكم من شخص تقابله لا تبدو عليه اثار السنين وتقدم العمر. واجزم ان كل من يقرأ عبارتي يستحضر في ذهنه عددا من الاشخاص الرياضيين الذين لا تبدو على محياهم أي اثار للتقدم بالعمر. ولا زالت دولة قطر هي الدولة الوحيدة بالعالم التي تخصص يوماً رياضياً كعطلة رسمية بقرار اميري ونصت بذلك رؤية قطر 2030 واكدت على اهتمام دولتنا بالتنمية البشرية لضمان سكان اصحاء بدنيا ونفسيا، وذوي كفاءة والتزام. فبلادنا تعنى بالصحة العامة، وتوفر وسائل الوقاية والعلاج من الامراض بتوفير نظام صحي متكامل الاركان يشمل المستشفيات والعيادات المتخصصة وكذلك صالات رياضية مجانية تتبع المراكز الصحية وتخدم المراجع وتوفير اجهزة رياضية في مناطق عامة متفرقة كالحدائق وملاعب الفرجان وانشاء مسارات مخصصة للدراجات الهوائية وغيرها الكثير. كل هذه الجهود تهدف الى اعطاء الفرصة للجميع للمشاركة وعدم تقديم الأعذار واعتماد الرياضة كأسلوب حياة وجزء اساسي في جدولك لا نقول اليومي وانما الاسبوعي لنكون واقعيين ونبتعد عن المثالية. الدولة تخصص لك يوما تعد فيه الكثير لك وفي المقابل انت تخصص لهوايتك عددا معيناً من الساعات بالاسبوع. لك حرية اختيار جدولك وتأكد ان الدولة بأكملها تستقبلك وتحتضنك للبدء بنشاطك البدني الذي تفضله وفي كل جهة من جهات بلادنا الحبيبة، ولنحسبها كحسبة التاجر، بالربح والخسارة فكل دقيقة تقضيها بممارسة الرياضة هي استثمار في الصحة. فهل أعددت خطة عملية للاستثمار في صحتك؟. Twitter @Haji_Z