18 سبتمبر 2025
تسجيلفي ستينيات القرن الماضي حيث كان كفاح الشعب الأمريكي في أوجهه للتخلص من العنصرية البغيضة بين السود والبيض، ذكر المناضل الأمريكي الأسود مالكولم إكس أن هناك فرقاً بين عبيد المنزل وعبيد المعمل أو الحقل؛ فعبيد المنزل منتقاة لخدمة سيدهم، ولمساعدته في إدارة أعماله وممتلكاته وشئونه الخاصة، بينما عبيد الحقل فيفرض عليهم العمل في جميع المهن والأعمال التي تتطلب جهداً مضاعفاً، فيصبح جل اهتمامهم ورغبتهم أن يصبحوا من عبيد المنزل، ليتخلصوا من وضعهم المزري في المجتمع، بينما يعيش عبيد المنزل في خوف مستمر وقلق دائم خوفاً من خروجهم من نطاق عبودية المنزل إلى حيث عبودية الحقل. هذه الصورة التي رسمها المناضل الكبير تحكي قصة ممارسة السلطة لأسوأ أساليب الإنسانية من أجل التحكم والسيطرة، وتوليد تراتبية تستطيع أن تحكم من خلالها على المجتمع، وأن تضبط بها مساراته وخياراته. يخشى عبد المنزل أن ينزع سيد المنزل عنه ثقته، بينما يأمل عبد الحقل أن يختاره السيد عبدا في قصره. لا تزال هناك مجتمعات تعيش ضمن هذين النوعين من العبودية، تحت مسميات عدة منها الحاشية والبطانة في الداخل، ونوع خارجي يتمنى أن يحظى بالداخل، لمجرد أن يجد سيداً يشعر معه بالأمان أو حتى بالحياة. في حين يصبح المجتمع في صراع بين الداخل والخارج وكلا الطرفين يتصارعان على البقاء ضمن دائرة الاستعباد، بينما الحرية نطاق آخر خارج نطاق المجتمع وبالتالي خارج نطاق الإنسانية. [email protected]