19 سبتمبر 2025
تسجيليتحدد مدى نجاح المؤسسات الخدمية والتشغيلية بالدولة بناء على درجة تفاعلها وتواصلها مع جمهورها ووفائها بالتزاماتها وتعهداتها نحوهم، ونظرا لمسؤولياتها الاشرافية والتنفيذية عن تصميم وتشييد وصيانة الطرق والمباني والمنشآت العامة، وتسليمها في الوقت المعد سلفا، إضافة الى شبكات الصرف، ولانها تعهدت بالوفاء بالتزاماتها تجاه عملائها بكفاءة ومصداقية ؛ وإذا كانت اشغال مسؤولة عن انشاء وتدشين جسور وانفاق في عرض البلاد وطولها وان لها اليد الطولى في ذلك كما نرى شواهدها وجهودها على الارض فإنها تتصدر المشهد في اداء دورها البناء في مد جسور التفاهم والتواصل الفعال مع جمهورها الذي يشمل كل من يسكن دولتنا الحبيبة بحكم العلاقة المطردة بين الهيئة وجمهور الخدمة ، وبالتالي فليس غريبا ان تصوب سهام النقد والشكوى الى هيئة "اشغال" وتغدو في مرمى الهدف في وسائل الاعلام والمجالس والمنتديات؛ خاصة انها تستحوذ على النصيب الاكبر من ميزانية الدولة سنويا. ومن ناحية اخرى فان (اشغال) توجه بوصلة التحكم في تحركات المواطنين وقد تسبب لهم ازعاجا شديدا كالذي نراه من تأخر تنفيذ المشاريع واخلاف وعود الانجاز، وما يحدث من تشويه المنظر العام جراء حفريات متواصلة يشعر المواطن انها بلا نهاية والاخطر تعريض حياة الاسر واطفالهم للخطر!! وتتقافز ذات الاسئلة: لماذا تتكرر حالات تأخير تنفيذ وتسليم المشروعات في وقت معقول نسبيا؟ ولا نقول وقتا وجيزا لاننا ندرك حجم التحديات الراهنة لكننا والله سئمنا استمرار حالات مزعجة مثيرة للرفض نتيجة ازالة طبقات اسمنتية او خرسانية حجرية وما يصاحبها من عمليات حفر حول منازل المواطنين بحجة تحديث البنية التحتية او رصف وتجميل المحيط المكشوف، ثم سحب الآليات والمعدات من الموقع وتركه في حال اسوأ مما كان عليه قبل بدء المشروع او اهمال بعض قطع المعدات والحفريات لفترات طويلة، وكثيرا ما يبقى الوضع كذلك لعدة اشهر قد تصل الى سنة او اكثر مما يؤثر على سلامة المباني والمرافق العامة ، جراء تآكل الطبقات السفلى وخلخلة القواعد وتصدع الاسقف والسطوح وظهور عيوب فنية وهندسية لم تكن واردة قبل تلك العمليات او الاشغال، وتركها دون مراقبة او معالجة سليمة ، مما يكلف خزينة الحكومة ميزانيات اضافية كان من الأولى توفيرها لانجاز مشاريع اخرى قائمة او قادمة!! وفي حالات موازية قد يحجم المواطنون عن تزيين واجهات بيوتهم بالحدائق او الرصف الأنيق ويبقونها عرضة لعوامل التصحر وتراكم المخلفات، خشية ان تطالبهم الجهات المسؤولة باقتلاع ( الانترلوك ) او شجيرات التجميل ، او دفع غرامات مخالفة الانظمة والقوانين وآخرون يقومون بدوراشغال وحلفائها بالنيابة المجانية، فيجملون واجهات منازلهم وما حولها ؛ فالتجارب تثبت ان الانتظار قد يطول وتبقى (اشغال ) مشغولة عن جمهورها في مواقع ومشاريع اخرى ربما تأتي عليها قطرات من ماء السماء فتفضح المستور ، وتكشف زيف المواصفات العالمية. وفي المشهد ايضا: أن اشغال قد تتأخر وقد تنسى التأكد من تثبيت اللوحات التعريفية عن طبيعة المشروع مما يوقع جمهورها في حيرة ومخاوف من الزمن المطلوب لانجاز المشروع والهدف من ورائه ، والازعاج الناجم عن المعدات والآليات ومايصدرعنها، فاين أشغال من شعاراتها الجميلة في التزام مبدأ الشفافية والتواصل الفعال مع العملاء؟ ثم تلوح مسألة اخرى هذه الايام عن مبررات عزوف مسؤولي اشغال عن التواصل المطلوب مع برنامجنا الوطني الاذاعي ( وطني الحبيب صباح الخير) وتقديم الحلول لاشكالية التداخل والازدواجية بينها وبين اطراف خدمية اخرى تؤدي الى تعطيل المشاريع الحيوية في احيان عديدة، والدور المنتظر والمغيب من العلاقات العامة والاتصال بالهيئة الموقرة رغم انه من اكبر الوحدات الادارية مساحة وميزانية فاين اختفى دوره؟ وكيف لأشغال ومسؤوليها الوفاء بوعودها مع هذا الحال العجيب؟! وقد جاء عبر موقع الهيئة الالكتروني الرسمي انها تسعى الى تأصيل ثقافة التركيز على العملاء والاصغاء اليهم وتبني مطالبهم فانى لاشغال ان تحقق هذا المطلب المستحق والاستحاق المطلوب ومسؤولوها يرفضون التعاون مع سائل الاعلام سوى في التصريحات والمؤتمرت التي تبدو احيانا اقرب الى تلميع الصورة والتباهي بانجاز المشاريع الكبرى؟ وبما اننا نعايش اجواء الاحتفال باليوم الرياضي نرجو ان يتحلى مسؤولو اشغال بروح رياضية في التعامل مع قضايا الوطن والمواطن ذات العلاقة بما تقدم آنفا. بالقطري الفصيح كلما اقيمت احتفالية وطنية كبرى وذهبنا نلتمس اجواء تناسب العائلات القطرية في مرافقنا السياحية الجميلة، نجابه بفئات وافدة تعكر علينا صفو الاستمتاع بتلك الاجواء والاجازات بإيقاعات الموسيقى الصاخبة التي تصم الآذان وتؤذي الوجدان وتزعج الانسان حيثما كان ويتبجح زاعم ان الجمهور يريد ان يفرح بالموسيقى الراقصة الصاخبة ليتحول موقع الحفل الى (مرقص مفتوح) في استهتار وتجاهل صريح لحقوق المواطن وثوابته الشرعية ودستور بلاده، حتى وان كان هو صاحب الدار، والمخالفون من الوافدين الأغيار.