12 سبتمبر 2025

تسجيل

استكشف ذاتك بعمق

13 يناير 2024

حينما تغوص وتجوس في دواخلك تعبر لك تصورات وأخيلة ومعانٍ. تجتر ذكريات مضت وتعبر حاضر لحظاتك وترى مستقبلك من خلال تطلعاتك وآمالك وأهدافك وطموحاتك. أحيانا الوعي المدرك بأن الحياة تمضي بسرعة دون أن نحقق طموحاتنا يجعلنا في مواجهة أنفسنا بمشاعر مختلطة من القلق والترقب والرغبة والدافعية والخوف من الفشل – أفكار تحتشد في العقل فتحدث لنا بعض الإرباك لجهة أنها قد تؤثر أحيانا في حجم ثقتنا بأنفسنا وتقدير ذاتنا.. إن من أهم مسببات النجاح هو الثقة المطلقة في قدراتنا وإمكانياتنا واعتزازنا بأنفسنا والمثابرة بجهد وطموح وثاب ورؤى ملهمة وسعي حثيث جاد لبلوغ غايتنا الشخصية سواء في حياتنا الخاصة أو في مجال العمل أو الدراسة أو غيرها من غايات تحقيق الذات من خلال الموهبة والابتكار في مجالات الحياة العامة التي نسعى فيها ومن خلالها دوما للوصول لمراقٍ تلبي شغفنا المستمر في النجاح. إن التصالح مع الذات يتطلب منا التأمل العميق لسبر أغوار دواخلنا بطريقة تقودنا لتجاوز كل إحباط أو خوف من فشل ولعل ذلك يخضع لمعايير استكشاف ذاتنا على حقيقتها – تأمل للاستفادة من تجاربنا الشخصية وقدراتنا ومشاهداتنا وتراكماتنا المعرفية المسنودة بمجموعة من الخبرات المؤسسة على تفاعلنا ومواقفنا مع أنفسنا ومع الآخرين. نقف على نقاط القوة ونعززها ونثق في أنفسنا بالدرجة التي تحفزنا على الإنجاز وتدفعنا بشغف للعمل بكل جهد وتفانٍ دون الرضوخ أو الركون للتسويف - فالعمل الجاد للوصول للأهداف والمثابرة على ذلك بصدق والتزام صارم والمواصلة على العمل بهدف واضح وتجاوز كل مسببات القلق في عدم تحقيق النجاح والخوف من الفشل. نحن لا نمتلك الكمال – فالكمال لله وحده – يجب أن نتجاوز في لحظات الضعف الإحساس بعدم تقدير الذات بتفهم عيوبنا ونواقصنا والعمل على تقويم أنفسنا بصدق مهما كانت نقاط الضعف أو صعوبة الظرف أو التحديات التي تواجهنا. يجب أن نرى أنفسنا من زوايا متباينة لنمتلك مهارة التحليل والتفكير خارج الصندوق لندرك حينها أين نقف وما هي أهدافنا الشخصية على المدى القريب أو البعيد. حينما نحظى بذلك التأمل العميق تنشأ صلة وأواصر مرهفة الحس تحفزنا بهدوء وترفق تجعلنا نتجاسر على كل ظرف أو عائق.. نستشرف المستقبل برؤى مشرقة مزدهرة ونرى في كل صباح منجزاتنا الشخصية تتحقق بفضل معرفتنا بأنفسنا أولا والعمل على تنمية أوجه القصور واستثمار قدراتنا وخبراتنا في عملية التقويم والتطوير والتعلم ليكون ذلك أسلوب حياة ونمطا يوميا. حري بنا أن نخصص ساعات من تطوير الذات ونسعى لتحسين مهاراتنا باستمرار بأفق مستنير وتفكير إيجابي وقوة وإرادة وعزم تثري حياتنا، حينها نحس بطعم تلك النجاحات.