16 سبتمبر 2025

تسجيل

خلوة مع الذات

13 يناير 2022

•تجد لهفة الناس وسرعة حركة نمط حياتها، يتوافق بل قد يسبق سرعة حركة الليل والنهار وحركة دوران الشمس والقمر، وحركة الشهور والفصول.. وتسارع السنوات وتقاربها. •بين تلك اللهفة وتلك العجلة، وبين اطماع يبتغيها البعض، وأحلام يتمناها البعض، وطموح يسعى له البعض.. وبين آمال وطموح وأحلام وأمنيات تتزاحم في تدوينها في أجندة كل عام. •ينسى كثير من الناس مع الذات، ومعنى الروح، ومعنى مخاطبة المنطق والعقل في بعض الأمور، ينسى البعض معنى الاقتراب منهما، ومعنى وقيمة فهم احتياجات العقل، والاقتراب لفهم احتياجات وارواء الروح.. والاقتراب للذات وفهمها.. •تجد كثيرا من البشر من قد ينسى تفاصيل ملامحه وما يميزه، وينسى ما قد يقترب من ارهاق وسنوات عمر على ملامحه بإهمال ونسيان يجعل لعمره الحقيقي سنوات وسنوات تضاف عليها! •يتذكرون لحظة وقوفهم أمام المرآة فقط عند مناسبة أو لقاء أو اجتماع ! ينسون روح نظرة العين التي فقدت بريق اشعاعها..لفقد الروح لبريق تألقها ووهجها..•قد ينسى البعض نبرة أصواتهم.. لصمت طويل يعيشونه! صمت اختاروا العيش ضمنه لفقدهم لحوار يفتحونه، ونقاش يثيرونه، وكلام جميل وسؤال قد يرسلونه! •نسى البعض أبجدية الحروف! وطريقة الكتابة والتعبير.. وترتيب جمل وكلمات ثناء وشكر..! نسوا كيفية الإمساك بالقلم، واحتضان ورقة وبطاقة ودفتر يرافقها شخبطات وكلمات ورسوم ورموز.. •نسى البعض معنى البحث عن الهدية وأثرها وقيمتها وما تترك من أثر في النفوس والأرواح.. في مناسبة أو دون مناسبة، هدية وردة تعيد الروح لعين تراها.. وعطر ينثر شذاه عبيرا وجمالا وانعاشا للمكان وللروح وللذكريات..أو لوحة تحمل معاني تبقى..أو مذاق حلوى وشوكولاته تتلذذ بمذاقها واتقان صنعها مع قهوة وحديث صدق وحب وسعادة يرافقه.. •بعض البشر يعيشون جفاف بخل معاني الأعماق، وصوم عن لغة المشاعر والحب في ارسالها، وفي التعامل بها، وحتى في العيش ضمنها بكرم واشراك من يحبون في ذاكرة أيام يحفظونها لهم، وفي ذاكرة فكر ولحظات جميلة كانت معهم، في لحظة سرحان وغياب لجميل تلك اللحظات وما يرافقه من ابتسامة وتنهيده صادقة.. تصل لاصحابها.. اينما كانوا.. فالقلوب والأرواح شواهد وتتخاطب وإن بعدت المسافات. •آخر جرة قلم: بين تلك اللهفة، وبين ازدحام الاماكن وازدحام الافكار والامنيات.. يحتاج الإنسان إلى الالتفات لذاته.. واحتضانها بخلوة مع الذات.. خلالها يكتشف كم من وجوه غابت خلال السنة والسنوات! وكم من أصوات سكتت وصمتت وغابت عن السؤال والكلام ! وكم من بريق أعين خمدت واطفئ بريقها لغياب من كان بريق لناظريها! وكم من آذان صُمّت لأفواه خرست عن الكلام والتواجد والسؤال وقول كلمة حق وعدل وصدق! وكم من قلوب تبدلت وتغيرت وقست! وأجساد غاب فيها صفاء الطين الذي خلقت منه وقست وتجبرت وتكبرت بماديات تراب ! كم من أرواح نست روحها وهجرتها، ولم تعد تلتفت حبا واهتماما وتقديرا لها.. تذبل الروح اهمالا وعطشا! بين كم من الانشغالات والازعاجات وكم الوجوه والضجيج الذي قد يكون.. يحتاج الإنسان الالتفات إلى ذاته، والاعتناء والاهتمام بها، والانصات لها، فهي من يبقى للآخر مع صاحبها وتكون هي السلوى إن غاب عنها توأم الروح.. وسلمت أرواحكم.. Te:@salwaalmulla