19 سبتمبر 2025

تسجيل

الإنجاز وإعادة الإنتاج

13 يناير 2022

الإنجاز ليس وقتا، الإنجاز إيمان بالفكرة والمبدأ، عطوهم وقتا، توهم جداد، ما عندهم خبرة، وكأن المبدأ جديد على المجتمعات وكأن الفكرة لم تعرفها شعوب من قريب أو من بعيد من قبل فكرة التأسيس المستمر فكرية هووية مصدرها الخوف «على الهوية» وهي في تضاد مستمر مع مفهوم الحرية، ما نشهده سواء في العمل الحكومي أو العمل النيابي اللذين قاربا معاً إلى الاحتفال باليوبيل الفضي لكليهما مع أسبقية العمل الحكومي على الآخر بعدة سنوات، يدل دلالة واضحة بأننا خارج إطار الإيمان بهما كمبادئ وحتى قيم، ففي كل مرة نردد، الوزير جديد اصبروا شوي عليه، الرئيس توه منتخب، هذا توه متعين عطوه وقت، طيب أين ذهب ذلك التاريخ بكامله منذ قيام أول وزارة في قطر حتى قبل الاستقلال؟ وأول مجلس شورى في بداية السبعينيات من القرن المنصرم أي ما يزيد على الخمسين عاماً؟ كل ذلك ضاع وتبعثر نتيجة إيماننا وربما تعمدنا في التركيز على فكرة التأسيس المستمر للقبض على الهوية باستمرار خوفا من المزيد من الحرية، حيث إنه كلما استبعدت الهوية مسافة ازدادت تطوراً نحو الحرية، لذلك لا أعجب حينما اسمع باستمرار دعوات: «ليش مستعجلين اصبروا عاد» وهكذا دواليك وباستمرار، خطورة مثل هذا المنهج أنه منهج استعلائي لا يعترف بالتراكم سواء في الخبرات المكتسبة أو المواهب الخلقية، فيبدأ التأسيس ولا يكتمل كهوية إدارية وبرلمانية حتى يبدأ لتأسيس جديد، للحفاظ إلى هوية وضع أو فكرة أو حتى أشخاص، خمسون عاماً من التأسيس الهوياتي أو» الهووي» الذي مهما طال يظل يحمل في طياته بذور انغلاقه واستئثاره، ليعيد إنتاج ذاته ولا يترك فرصة لتلاقي الاختلاف المحمود على سطحه من أجل رفاهية وتطور المجتمع. [email protected]