10 ديسمبر 2025

تسجيل

عليكم بالفاصلـــة الأخيرة أولاً

13 يناير 2019

هو سؤال تردد كثيراً إبان الزيارات المكوكية التي قام بها كل من وزيري الخارجية والدفاع الأمريكيين ومن يمثلهما بالإضافة لوزراء وشخصيات أوروبية في بداية الأزمة الخليجية المفتعلة ضد قطر ثم عاد هذا السؤال ليخفت وميضه قليلاً لكنه عاد بصورة أكبر مع بدء زيارة مايك بومبيو وزير خارجية أمريكا لمنطقة الشرق الأوسط ومن ضمنها السعودية قائدة الحصار ضد قطر بتوكيل وإيعاز من الإمارات رأس الفتن والشرور في العالم بأسره وهو: هل ستُحل هذه الأزمة وماذا لو لم تُحل ؟! وحسب الاستقراء الواضح لمواقف هذه الدول التي فبركت وحاصرت وهاجمت وخططت وتآمرت ولا تزال ضد قطر فإنه لا يبدو أن خيار هذا الحل مازال مطروحاً ولعل استقالة المبعوث الأمريكي للأزمة الخليجية هي أكبر دليل على تعنت حكومات هذه الدول بالسير في طريق الفُرقة وتشتيت النسج الاجتماعي للمجتمعات الخليجية والإصرار على المضي في التآمر على قطر واتهامها بما لا يليق رغم أنها ترى توالي الاتفاقيات القطرية المشتركة مع كبرى الدول العربية والأوروبية ومع الولايات المتحدة الأمريكية نفسها التي حاولت هذه الدول تشويه صورة قطر في البيت الأبيض وفي المؤسسات الاجتماعية والاقتصادية الأمريكية ولكن ذهبت جهودهم وأموالهم هباءً منثوراً بعد أن أثبتت الدوحة علو كعبها في فرض سياستها ( النظيفة ) ودحر سياستهم ( القذرة ) التي عادت عليهم بخسارة مضاعفة ليس دبلوماسياً فقط وإنما رأينا ذلك في تدهور أوضاعهم الاقتصادية وسماع صوت المحتجين داخل مجتمعاتهم من شعوبهم التي لاتزال تميز بين حق قطر وباطل حكوماتهم التي قاموا عليه ضدها، ولا أظن أن زيارة بومبيو لمنطقتنا يمكن أن تغير شيئاً من مسار هذه الازمة أو سيرها نحو الحل الذي ترتضيه جميع الأطراف رغم أن العالم بأسره والمهتم جداً بحل هذا الخلاف يرون في الذي دعت له الدوحة منذ اليوم الأول لتفجر الأزمة وهو الجلوس على طاولة الحوار دون مس سيادة الدول الداخلية هو الحل الوحيد للخروج من هذا الباب الضيق الذي يبدو أن حكومات السعودية والإمارات والبحرين قد حشرت نفسها فيه فلم تعد قادرة على العودة للخلف وعدم افتعال هذه الأزمة أو الدفع للأمام لحلها بالصورة التي تحفظ فيه ماء وجهها أمام شعوبها التي كانت شرائح كبيرة جداً منها على ثقة بأن ما قامت به قياداتهم ضد قطر هو عين الصواب لا سيما وأن أذناب هذه القيادات قد روجت لدعم قطر للإرهاب ولذا وضعت هذه الحكومات 13 مطلباً وأمهلت الدوحة عشرة أيام للرد عليها لكن الدوحة لم تنتظر انتهاء هذه المهلة الغبية لمطالب مضحكة وأعلنت رفضها التام لكل هذه البنود التي تتضمنها قائمة المطالب لدول الحصار وإنما يجب أن يجلس الجميع للحوار البناء دون التدخل في سيادة وشؤون الدول الخليجية الداخلية وعليه فإن جلوس هذه القيادات على طاولة الحوار ( كما دعت قطر ) وتجاهل مطالبها التافهة هو بحد ذاته هزيمة لها أمام شعوبهم ومرتزقتهم وطباليهم والراقصين لجهلهم ولذا لا يمكن لهؤلاء الخاسرين إلا أن يتمسكوا بآخر ورقة يمكن أن تنقذ كراسيهم المهلهلة في مجتمعاتهم. ولكن ماذا لو لم تُحل هذه الأزمة ؟! في رأيي فإن قطر لم تعد تفكر بذلك وباتت تصريحات دبلوماسيتها خارجة عن ذكر هذه الأزمة إلا إذا تم سؤالهم عنها بينما ما يزال قادة السعودية والإمارات ووزراء خارجياتهم وباقي ( خمتهم المعروفة ) مشغولين بذكر اسم قطر في كل شاردة وواردة لأمورهم حتى كدنا نشك بانهم يصبحون ويمسون عليه فانشغلوا وأشغلوا أذانبهم وجيوشهم الإلكترونية في مهاجمة قطر والقطريين وكل ما ( يدبل كبودهم ) من إنجازات قطرية لا تخطئها عيون إعلامهم المسلطة على الدوحة ورصد كل نجاح اقتصادي وسياسي لها وتحويله إلى المسار الذي يجيدونه وهو الفبركة والتقليل من هذه الإنجازات التي يغتاظون منها أشد الغيظ ولكن كيف لهم أن يُنفسوا عن هذا الغيظ إن لم يكن بهذه الأساليب الرخيصة التي بتنا نضحك عليها ولا تجدي شيئاً مع كامل أسفهم لهذا ولحسن حظنا نحن بحمد الله !. فاصلة أخيرة: ( نحن بألف خير بدونهم ) جملة صغيرة لسمو الأمير المفدى حفظه الله لكنها والله لو جُزئت لباتت مقدمة دستور قطر !.. سلام. [email protected]