14 سبتمبر 2025

تسجيل

الأخطبوط

13 يناير 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); أنعم الله على وطننا الغالي بنعمة تواضع الحاكم وقربه من شعبه وهذه نعمة يفتقدها الكثير من الشعوب نحمد الله عليها ونشكر فضله، كما منّ الله علينا بثروة يحسدنا عليها القاصي والداني، وحبانا الله بشعب متمسك بدينه محافظ على عاداته وتقاليده، كريم سخي بطبعه، فعال للخير، مطواع لأوامر ربه.شواهد التنمية والتطور التي تشهدها الدولة كثيرة ومتعددة وفي كل الميادين والمجالات، نرى التطور العمراني، وأعمال البنى التحتية والميزانيات الضخمة والهائلة التي يتم صرفها على تأسيس الدولة الحديثة دولة المؤسسات ودولة القانون وكل ذلك للوصول الى تحقيق رؤية قطر 2030 لتكون دولتنا الفتية من الدول المتقدمة في العالم.لكن وفي نفس الوقت، أنظر من حولي فأرى العجب العجاب، وما يثير الاستغراب والاعجاب في آن واحد، عندما أتلمس صحة المعلومة اكتشف انني لامست سرابا، دائما فكري في فلك الأسئلة المعلقة، ولا أصل إلى مجرة الاجوبة الشافية.المتتبع للأحداث الاخيرة وما منّ به الله علينا من أمطار الخير والرحمة، يرى بأم عينيه الصدمة الكارثية والفجيعة التي ارقت مضاجع المواطنين لما حدث من ترهل لبعض منشآت الدولة حديثة الانشاء، وضعف هيكل البنية التحتية التي كلفت الدولة أرقاما فلكية من الميزانية، وانا هنا لست في معرض الاسهاب عن تفنيد الاسباب والمتسبب فيما حصل ولكن ينتابني شعور بالمرارة والألم والغيرة على وطن يريد أن يصطف بين صفوف العالم المتحضر والمتقدم، وأن يبني بسواعد أبنائه مستقبلا تتشرف به الأجيال القادمة، إلا اننا نرى أن هناك يد الشر وعقولا قدمت مصالحها الشخصية على مصالح الوطن والمواطن، وأصبح الفساد يجري في عروقها مجرى الدم.نعم إنه الفساد يا كرام، تلك حقيقة لا يمكن لأحد أن ينكرها، كما لا يمكن لأحد أن ينكر الدور والتأثير الكبير لأخطبوط الفساد الذي يضرب بيده في كل الاتجاهات وما يخلفه من إحباط في النفوس العاملة بجد واجتهاد، وتدمير القيم، التي تربى عليها الناس منذ وعيهم الاول بالحياة.إن المسؤولية تقع بالدرجة الاولى على المواطنين وليس الأجهزة الرقابية والحكومية المتخصصة، ولا نركن باقناع انفسنا بأننا كأفراد لن نصنع شيئا، لاننا بذلك نعين الفاسدين على فسادهم ونكون مصنعا لتفريخ الفاسدين، يجب أيصال المعلومة الى صاحب القرار وتبليغه بكل أدلة نملكها، لأنه ولي الأمر وصاحب اتخاذ القرار، ولا نكون كالبعض الذي يجعل فتنة التشهير تصفية لحسابات شخصية، ويستغل مواقع الاتصال الاجتماعي في نشر غسيل أمورنا الداخلية التي تعنينا، ان المواطن هو المسؤول الاول عن حماية البلاد خارجياً وداخلياً.لنكون ايجابيين في تعاطينا مع هذا الاخطبوط العملاق، ونحاول وضع الحلول لمن بيديه الحل ونقدم الرأي والمشورة فالحلول كثيرة.يقول الله تعالى (فلولا كان من القرون من قبلكم أولو بقية ينهون عن الفساد في الأرض إلا قليلا ممن أنجينا منهم واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه وكانوا مجرمين (116) وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون).قال عباس محمود العقاد: "الأمة التي تُحسن أن تجهر بالحق وتجترئ على الباطل تمتنع فيها أسباب الفساد".والسلام ختام.. يا كرام.