27 أكتوبر 2025

تسجيل

كيف نحقق دخول 7 ملايين سائح؟

13 يناير 2016

انقضى عام 2015 ، بما له وما عليه . وبدأ العام الجديد بكل مافيه من آمال وطموحات ، من مشكلات وتحديات ، بدأ وقد بات السباق نحو التميز في أوج مراحله ، ولم تعد الأمنيات والأحلام ولاحتى مجرد الخطط والطموحات تكفي لذلك، بل علينا مواجهة التحديات واجتياز الصعاب لنحقق قفزة في زمن قياسي تسمو بها قيمة وطننا الغالي قطر.في السطور الماضية لم أحدد شيئا بعينه ، فحق للوطن علينا أن نشمر عن سواعدنا وننطلق لنحقق كل النجاحات في شتى المجالات، لكني هنا سأقترب من مقصد أراقب فيه حراكا أراه يؤثر جيدا في مستقبل البلاد، أتحدث عن التنمية السياحية ، التي هي أكبر بوابات التنمية الاقتصادية الجاري العمل في مسارها المستقبلي.حين انتهى عام 2015 كان أقصى طموحنا السياحي وفق متابعتنا لمؤشر زوار قطر هو أن نحقق استقبال 3 ملايين سائح على مدار العام ، في ذات الوقت كانت هناك رؤية أشمل وهو ان نلبي طموح رؤية قطر 2030 التي تستهدف أن نحقق دخول 7 ملايين سائح الى البلاد ، أي أننا نستهدف خلال 15 عاما زيادة في عدد السائحين قدرها 4 ملايين سائح فقط ، وهنا يكمن التحدي.بقدر ما أرى أن العدد المستهدف ليس كبيرا ، إلا أنني سأكون واقعيا وأقبل به طموحا ، لكن السؤال الذي يطرح نفسه : ماذا أحتاج أن أفعل لأصل إلى 4 ملايين سائح جديد حتى الزمن المحدد ، بالمقابل يتطلب الأمر أن أحافظ كذلك على الـ 3 ملايين التي أتت بالفعل ؟!ليست المسؤولية كاملة على عاتق الجهات الحكومية والمؤسسات المعنية ، بل أيضا تأتي على عاتقنا نحن الإعلاميين والمؤسسات الإعلامية من القطاع الخاص الدور الفاعل في تنشيط السياحة في البلاد ، إذ أن الآلة الإعلامية لها قوة السحر في التأثير على قناعات الناس وتحفيز القرار الايجابي بخوض مغامرة السفر والاستكشاف.من هنا مطلوب من المؤسسات الحكومية أن تنتبه لهذا التأثير والانتشار الذي تحققه الماكينة الاعلامية وتأثيرها على الرأي العام ، لذا من المهم أن تصبح لها أذرع إعلامية ، ذات قوة وتأثير وانتشار ، لتعيد من خلالها صناعة الصورة الذهنية عن قطر ، بأنها ليست مجرد بلد خليجي به فرص للعمل فقط ، بل انها وطن لكل سائح عربي وأجنبي، وأنها أخصب أرض للاستثمار والبناء ، لذا نؤكد ضرورة صناعة خطاب إعلامي جد في صورة شراكة بين مؤسسات الدولة وبين الاعلام باعتباره أمرا غاية في الأهمية، وبالذات العلاقة بين المؤسسات الحكومية المعنية بالسياحة وبين الاعلام.إن استخدام الاسلوب الدعائي الاعلاني لم يعد هو الطريق المقنع للسائح والمستثمر ، بل استخدام أدوات الخطاب الاعلامي المحترف ، واكتشاف وإبراز شخصيات وطنية متميزة ، مع تقديمهم للرأي العام العربي بطريقة لائقة مهنيا وإعلاميا واجتماعيا سيصنع للمجتمع القطري حتما نخبة شابة تكون قادرة على المشاركة في قيادة المرحلة المقبلة ودفع عجلة التنمية ، وبخاصة التنمية السياحية.لذا أوجه نداء لكل المؤسسات المعنية أن تعيد دراسة الاستفادة من المؤسسات الاعلامية المحلية والخليجية والعربية أيضا ، وهو الامر الذي سوف يحقق انفتاحا وانطباعا جديدا سيؤثر بشكل ملحوظ في الرأي العام السياحي وعوامل جذب السائح والمستثمر.الوقت يمر .. والسباق مشتد .. ولكل مجتهد نصيب وسلامتكم