17 سبتمبر 2025
تسجيلتعيش قطر عرسها الثقافى فى دورته الخامسة والعشرين لاستضافة معرض الكتاب وهى ايام من كل عام ينتظرها عشاق القراءة والثقافة والاطلاع، وموسم يجمع اصحاب الفكر والأدباء وكافة الطبقات الثقافية بالمجتمع وربما تتوافد معه وجوه ثقافية عربية وخليجية واجنبية تنهل من خلال المشاركات الثقافية فى بؤرة واحدة مزيدا من العلم وتبادل الخبرات العلمية والعملية خلال مسيرة ثقافية متعددة الهويات الابداعية وفرصة كبيرة يحرص عليها الكثير ممن يحيطون بنا للاستفادة القصوى من هذه اللقاءات الثقافية المثمرة التى تعود على الافراد والشعوب التى تسعى الى النهوض بأنفسهم ومجتمعاتهم الى اعلى درجة من الرقى والازدهار الفكرى والثقافى، وربما كلنا ندرك ان مقياس درجة الارتقاء الفكرى بأى مجتمع من المجتمعات لا ينهض ولا يرتقى إلا بنهضة الفكر ودرجة الوعى الثقافى لهذه الشعوب والمجتمعات وان كانت تملك ثروات اقتصادية هائلة تفوق بها دولا اخرى، فلذا فالجوانب الاقتصادية تلعب دورا بجانب الوعى الثقافى لكافة الشعوب اذا كنا نحرص بالفعل ان تخلو مجتمعاتنا من الأمية وان تصل إلى اعلى معدلات التنمية الثقافية، وربما قد خطت قطر خطوة كبيرة فى المجال التعليمى والثقافى واهتمامها اللامحدود بهذه الجانب وذلك نابع من رؤيتها وقيادتها بهذه الجوانب وسخرت ميزانيات طائلة للاهتمام بكل باب يفتح آفاق الثقافة المتعددة على المجتمع بأكمله وربما نرى بروزا شامخا لها منذ اختيارها عاصمة للثقافة العربية 2010 وما قدمته خلاله وما تسمو له من خلال اقامة العديد من الفعاليات والانشطة الثقافية التى تنشط الحراك الثقافى والمخزون الفكرى للمجتمع وربما يتطلب ذلك جهودا ذاتية من كل فرد منا للاستفادة الكبرى مما تمنحه وتسخره الدولة فى هذا الجانب حتى يخلق نوعا من التوازن ما بين ما تسعى له الدولة وتطوير العقول الفكرية ببذل بعض الجهود للاطلاع وزيادة الثقافة الشخصية من خلال هذه المشاركات ليكونوا اعضاء اساسيين ومساهمين فى النهضة الثقافية بالمجتمع وربما تعيش مجتمعاتنا فى ظل جهود الدولة ثقافات متعددة تسير معها فى الاتجاه وربما سببت فجوة كبيرة وهى ثقافة الاستهلاك المادى اكثر من تسخيره فى اكتساب المعرفة وربما نتيجة الطفرة الاقتصادية التى تعيشها قطر خلال هذه الفترة وكان لها اثر اقتصادى على زيادة الدخل الاقتصادى لشعوبها واصبحوا من اعلى معدلات العالم ويكاد يتم استخدامه من قبل البعض فى سياسية الاستنزاف والاستهلاك والاهتمام بالمظاهر الخارجية بكل ما تحمله من رفاهية مطلقة فى المأكل والمشرب والمعيشة والسفر وما يتعلق به من توابع اخرى فكان ركيزة الاهتمام بهذه الجوانب واضافة من جهة اخرى اصبحت الثقافة الالكترونية تمثل المصدر الرئيسى فى كسب المعلومات والاطلاع على ثقافة الشعوب من خلال المنتديات ومواقع التواصل الاجتماعى والاعلام الاجتماعى بكل أدواته وربما فقد الكتاب قيمته الفعلية لدى العديد من الكبار والصغار وحتى اللقاءات والندوات الثقافية ينفق عليها كم هائل ولا تجد اقبالا من الكثير، وحتى ثقافة الابناء والاجيال الشابة الحالية فهى محدودة للغاية فى تبادل الألعاب الالكترونية والصور وتتبع اخبار الآخرين والموضة وما يتبعها والاسواق العالمية التى تقدم عروضا فاخرة فى عالم التكنولوجيا والسيارات والماركات بأقل تكلفة، ولذا تجد من زواية اخرى صرخة الكتاب لاهماله وعدم الاعتناء به ويعانى من الهجر وزيادة الغبار والسؤال الذى يطرح نفسه ما مصير هذه الاجيال فى غياب الوعى بأهمية الكتاب والقراءة والاطلاع وتقوية الجوانب اللغوية والبلاغة والحصاد الثقافى وخاصة اننا تربينا على ايادى المعلمين بمقولات ثقافية ساهمت فى اثراء الجوانب الفكرية والابداعية ومنها خير جليس هو الكتاب وان لن ترتقوا بأنفسكم ولا بمجتمعاتكم إلا من خلال القراءة، ولذا من خلال ما تم سرده فنحن بحاجة ماسة الى تكثيف الوعى الثقافى بالجهات المختصة بأهمية القراءة والثقافة فى حياتنا الفكرية ودعوة خاصة الى كل اسرة حريصة على مستقبل ابنائها في السنوات القادمة ان يبثوا ثقافة القراءة فى عقول ابنائهم من خلال يومياتهم الاسرية بترديد بعض المقولات الثقافية ونشر المواقع الثقافية والحث على البحث عن المعلومة وكيفية استخدام الجوانب الاقتصادية والادوات التكنولوجية بكل وسائلها فى جوانب تثرى الثقافة فى نفوسهم والحرص على تبادل المعلومات والاراء والمناظرات الثقافية من خلال المجالس العائلية بما لها من دور حيوى وفعال فى الثأثير لانها تجمع الكبار والصغار فى وقت واحد. ولا نستطيع ان نهمل الدور الرئيسى والحيوى للسادة المعلمين والمعلمات لما لهم من مؤثرات ثقافية على عقول الطلاب اكثر من الاسرة خاصة اذا وجد الطلاب قبولا نفسيا واجتماعيا من معلميه، ونأمل مزيدا من الصالونات الثقافية فى كل جهات الدولة لما لها من دور بارز وحيوى فى نشر الثقافة وتبادل الخبرات المتنوعة والخروج بتوصيات تساهم فى نهضة ورقى مجتمعاتنا من خلال الخلاصة الفكرية والثقافية للمشاركين فيها ونحن قادرون على ذلك.