14 سبتمبر 2025
تسجيلمن أهم الصفات البارزة فى شخصية المتقاعد عدم تعوّده على الشكوى لغير الله، ولأن الشكوى لغير الله مذلة يقول هذا المتقاعد بنبرة حزينة لم يدر بخلده يوماً ما بأنه سيمر بها، يقول انه لم يعدُّ نفسه لمثل هذه المرحلة من اللاعمل والفراغ المميت حسب تعبيره، حتى وصل به الاحساس بأنه من بعد ما كان عنصرا فاعلا فى بناء مجتمعه أصبح مجرد ماض قديم طوته الكتب وأخفت ملامحه غبار السنين الطوال!! يقول الرجل ان ما زاد الحِملُ حِملاً زائداً على هم الفراغ وما يتبع التقاعد من مشاكل نفسية لا حدود لها، اختلاف الراتب التقاعدى وهبوطه الى أدنى مستوياته بحيث لا يفى من خلاله باحتياجاته واحتياجات أسرته بعد سنوات طوال من خدمة وطنه وتفانيه بعمره وصحته من أجلها، يقول: هل هذا هو جزاؤنا بعد العمر الذى أفنيناه فى خدمة الوطن؟! ألم يحن الوقت الذى نستحق فيه أن نترفه من خيرات بلادنا وأن نُمضى ما تبقى من أعمارنا فى راحة بال وسعادة؟!! ويُكمل الرجل حديثه بأنه تابع بحرص كبير ما تناولته وسائل الاعلام قبل ما يقرب العام بأن الزيادة ستغير ملامح الراتب التقاعدى وبأن ما كان يتقاضاه المتقاعد فى السابق من راتب ضئيل لا يفى باحتياجات أى متقاعد سيكون من الماضى ولن يعود أبداً!! الا أن هذا الأمر الجديد حسب رأيه أصبح أمراً مستبعداً وغير متوقع وكأنه قنبلة صوتية كان الهدف منها قياس آراء المواطنين حول هذه الزيادة فى الرواتب ليس الا!! يضيف هذا المتقاعد بأن الحديث عن زيادة الرواتب أخذ حقه وزيادة فى المجالس والتجمعات وأماكن العمل فى وزارات الدولة ومؤسساتها، حتى أصبحت وكأنها اشارة انطلاق للتجار للبدء فى رفع المواد لاستهلاكية والعقارات وكل ما تحتويه اليابسة والماء والهواء من خيرات!! يقول الرجل وبطريقة ساخرة لا يغيب عنها حالة القهر والحزن، " يضحكون علينا وكأننا أطفال لا نعى ما يقولونه.. وليتهم يحسون بما نحس به ويعانون كما نعانى من شغف العيش وغلاء المعيشة!! "، كل يوم نسمع أحد المسئولين فى الصحف والتلفاز ليدلى بفتواه حول هذه الزيادة وبأن هناك تعديلات تخدم جميع المواطنين من الموظفين وأيضا المتقاعدين لتضمن لهم الحياة الرغيدة والسعيدة.وعن التوجيهات الأميرية فى الاكتتاب بأسهم شركة مسيعيد التى ليست بغريبة على أميرنا المحبوب، يعلّق الرجل بأن أميرنا أكرمنا أيضاً فى لسابق بزيادة الرواتب ورفع سقفها الى الحد الأعلى الذى يضمن حياة رغيدة لكل مواطن بمن فيهم المتقاعدون، الا أن من يقومون بتنفيذ هذه المكرمة الأميرية السخية هم أنفسم من يعوقون تنفيذها بأسرع وقت!! ويختم هذا الرجل بقوله " يكفينا فلسفة قانونية فارغة لا هدف لها إلا تأخير أى مبادرة أو قانون تنصب فى مصلحة المواطن، وحتى هذه الأسهم الأخيرة لا نثق بها ولا نعوّل عليها كثيرا طالما كانت الأداة التنفيذية هى المتحكم والمتصرف بكل ما يتعلق بها.. وفى النهاية " اللقمة العودة لهم والفتافيت لنا.فاصلة أخيرة البورصة والبنوك هما الجهتان الرابحتان و" بشدة " من أسهم مسيعيد.. وتبقى ال 50 % من أموال القُصّر المجمدة فى البورصة هى بمثابة جهاز الانعاش لقلبها العليل!!