27 أكتوبر 2025
تسجيلهكذا غرد متسائلا ومغتاظا: (المغرب فازت شو خص فلسطين)؟! كان هذا هو سؤال حساب في تويتر تضمن اسم المتحدث الإعلامي الإسرائيلي إيدي كوهين بعد أن طغت صور أعلام فلسطين المحمولة على أكتاف وأيدي لاعبي منتخب المغرب بعد فوزهم المستحق على منتخب البرتغال القوي وتأهلهم التاريخي لمربع الكبار لبطولة كأس العالم قطر 2022 واحتفالهم الكبير الذي انسجم مع هتافات آلاف من الجماهير المغربية والعربية التي امتلأ بها استاد الثمامة الدولي وحمل لاعبو منتخب أسود الأطلس أعلام دولة فلسطين مما أثار حفيظة بعض المتابعين الإسرائيليين ومنهم متحدث المكتب الإعلامي الإسرائيلي إيدي كوهين الذي بدا مغتاظا جدا من الصورة التي باتت دائمة عقب أي فوز لمنتخب المغاربة وهي مجاورة علم فلسطين لعلم المغرب ورفعهما معا مما يدل على أن التطبيع العربي الإسرائيلي والذي لطالما تغنى به الإسرائيليون كان مجرد حبر على ورق بالنسبة للشعوب التي لا تزال ترى فلسطين دولة محتلة الأرض وحرة العزيمة وأن الفلسطينيين شعب شقيق والقضية الفلسطينية قضية أزلية عربية حتى يكتب الله لها التحرر من براثن هذا الكيان الغاصب، ولذا عبر كثير من الإسرائيليين عن أن مد جسور الثقة والتطبيع مع الشعوب العربية هُدمت قبل أن تُبنى وأن مونديال العالم في قطر قد أثبت أن التواصل بين إسرائيل والشعوب العربية مليء بالعثرات والعبرات والمطبات والسدود العالية المتينة التي لم يتمكن الإسرائيليون من تسلقها للوصول إلى ضفة العرب في الطرف الآخر منها في بطولة اعتقد هؤلاء أنها يمكن أن تكون قناة لينة ومرنة للوصول لقلوب العرب ومنهم الشعوب التي وقعت حكوماتهم اتفاقية تطبيع وعلاقات مع إسرائيل لأسباب تراها مقنعة لها ومنها أن التقارب مع إسرائيل يمكن أن ينعش عملية السلام المتوقفة منذ سنوات طويلة بين الجانب العربي والفلسطيني والجانب الإسرائيلي ولكن الشعوب لا يمكن أن تفهم هذه المنحنيات في السياسة ومنعطفات التقارب العربي الإسرائيلي ومصالحه التي يمكن أن تكون في صالح قضية فلسطين لأنهم جُبلوا على تفكير واحد لا يحيدون عنه وهو أن إسرائيل عدوة ويجب أن تكون منبوذة وأنها جاءت لقلب الأمة العربية محتلة مغتصبة ولقتل شعب فلسطين ونهب أرضهم وسلب عرضهم. ولذا تظهر ردود الأفعال العربية على النحو الذي سار عليه كأس العالم منذ بدايته وحتى الآن ولم يتبق على صافرة النهاية سوى أيام قليلة والمراسلون الإسرائيليون باتوا يعون جيدا أن لا أمل مع هذه الشعوب وباتت الرسالة التي يحملونها واضحة لحكومتهم، أن لا تطبيع مع الشعوب العربية التي سوف تظل تراهم من منظار واحد لا يمكن أن يتغير حتى وإن تظاهروا بأنهم دعاة سلام لا حرب في المونديال وغيره. ولعل ما يحرص منتخب المغرب على توضيحه عقب كل فوز لهم وإقصاء منتخبات لها ثقلها الكروي والرياضي مثل بلجيكا أولا ثم إسبانيا فالبرتغال في رفع العلم الفلسطيني والتجول به في أرجاء الاستاد ومن زواياه الأربع تعبيرا عن أن فلسطين في قلب وعقل وروح الشعب المغربي الذي بات المنتخب الوطني يمثله فردا فردا ويتحدث نيابة عنه ولهذا أعطي الحق لإيدي كوهين وغيره لأن يعبروا عن سخطهم المبطن بسؤال ملغوم لأن ما رآه الإسرائيليون في هذا المونديال أدعى بأن يوجه كل واحد منهم لأقرب مصحة نفسية ومنتجع للنقاهة في أوروبا التي لم تتحملهم فلفظتهم إلى قلب فلسطين العربية ووعدتهم بوطن دائم لن يكون بإذن الله ما دام الفلسطينيون بالداخل يرفضونهم والشعوب العربية في الخارج ترفضهم ولسان حالهم اليوم يقول (تيتي تيتي زي ما رحتي جيتي) !.