14 سبتمبر 2025
تسجيلغداً سيوقع الرئيس جو بايدن أمرًا تنفيذيًا تاريخيًا ليفتتح عصرًا جديدًا للتعامل مع الذكاء الاصطناعي من خلال تقديم أول مجموعة من اللوائح الهادفة للتحكم في استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي، وذلك لمواجهة التأثيرات الكبيرة لهذه التقنيات على الأمن القومي ودقة نشر المعلومات العامة. أحد العناصر الحيوية ضمن لائحة التنظيمات الجديدة، هو إخضاع التقنيات الأكثر تقدمًا في مجال الذكاء الاصطناعي لاختبارات واسعة النطاق لتحديد ما إذا كان يمكن استخدامها بشكل خاطئ في إنشاء أسلحة نووية أو بيولوجية، من خلال رؤى أساسية حول هذه العملية، وذلك بدمج وجهات النظر المهنية من كبار المحللين الدفاعيين وخبراء الذكاء الاصطناعي، بهدف تلقي السلطات نتائج التقييمات لتوفير الإشراف والمساءلة. ومن الميزات الملحوظة في التشريعات الجديدة، اقتراح وضع علامات مائية على الصور والملفات الصوتية ومقاطع الفيديو التي ينتجها الذكاء الاصطناعي لتحديد مصدرها الاصطناعي. حيث تُعتبر القدرة على التمييز بسهولة بين المحتوى الذي يُنتجه الذكاء الاصطناعي والمحتوى الذي يُنتجه الإنسان أمرًا حاسمًا، للتصدي للصور المزيفة وحملات التضليل التي تشكل خطرًا على الديمقراطية والرأي العام. ويأتي أمر الرئيس بايدن التنفيذي حول تنظيم الذكاء الاصطناعي، لتعزيز نظام بيئي معلوماتي أكثر شفافية وعدالة من خلال التخفيف الاستباقي للمخاطر المرتبطة بالمحتوى الذي ينتجه الذكاء الاصطناعي، في وقت مناسب، في ضوء استعدادات الولايات المتحدة الأمريكية للانتخابات الرئاسية لعام 2024. يُعد هذا الأمر التنفيذي بشأن تنظيم الذكاء الاصطناعي، نهجاً سريعاً لإيجاد التوازن بين تسهيل التطور السريع للذكاء الاصطناعي والتعامل مع الاهتمامات الأخلاقية والأمنية، حيث يُقر بالإمكانات الهائلة للذكاء الاصطناعي والمخاطر الكامنة فيه. وتُمثل هذه المبادرة نقطة تحول حاسمة في الإشراف المسؤول على واحدة من أكثر التقنيات تأثيرًا في القرن الحالي، من المرجح أن يكون لها تأثير على المعايير العالمية في الحوكمة الاستباقية للذكاء الاصطناعي. ولكن يبقى التساؤل الأهم، هل ستتقيد أمريكا بهذه اللوائح، على المستوى العالمي، خاصة عندما تكون طرفاً في الحروب، كما هو الحال في طوفان الأقصى، خاصة في ضوء عدم إلزامية الإدارة الأمريكية بوضع علامات مائية على الصور والملفات الصوتية ومقاطع الفيديو التي ينتجها الذكاء الاصطناعي.