11 سبتمبر 2025
تسجيليبدو أن الرئيس الأميركي المنتهية ولايته في 20 يناير المقبل من عام 2021 دونالد ترامب يمارس سياسة الأرض المحروقة قبيل مغادرته البيت الأبيض إجباراً أم اختياراً، وذلك من خلال، تارة إعلانه أنه الفائز الحقيقي في الانتخابات الرئاسية التي جرت مؤخرا وأعلنت فوز منافسه جو بايدن الذي يتهيأ اليوم لاختيار مستشاريه ومساعديه بعد أن اختار أن تكون نائبته هي الأمريكية من أصول جامايكية وهندية كاميلا هاريس ويرى ترامب حتى هذه اللحظة أن بايدن والمتواطئين معه قد أعلنوا فوزه لأسباب خاصة دون اللجوء للبروتوكول الخاص بالإعلان الرسمي عن الفائز ناهيكم عن اتهامه اللجان الخاصة بفرز الأصوات بعدم النزاهة واكتشافه على حد قوله أن كثيراً من الأصوات التي ذهبت لصالح بايدن كانت لأشخاص متوفين منذ زمن وأن المحاكم الفيدرالية والقضائية يجب أن تبت بنتيجة الانتخابات الواقعية التي بلا شك ستذهب لصالحه رغم مرور أيام على انتهاء الانتخابات وفرز الأصوات، إلا أن الرئيس الحالي لا يزال يغرد بصورة شبه يومية مشككا بنتيجة بايدن، ومؤكدا على أنه الرئيس الذي ستستمر ولايته لأربع سنوات أخرى قادمة بعد أن يُبت بعملية فرز حقيقية للأصوات التي انتخبته على حساب ما بات حتى هذه اللحظة نظيره باعتباره الرئيس القادم للبيت الأبيض وللولايات المتحدة، والذي سيبدأ عهده مع منتصف شهر يناير من العام الجديد المقبل وسيغدو ترامب تاريخا ماضيا يحمل الرقم 45 من سلسلة رؤساء أميركا. أما التارة الأخرى التي يمارسها ترامب ضمن سياسة الأرض المحروقة التي بدأت بها سير هذا المقال فهو إقالته مؤخرا لوزير دفاعه مارك إسبر في خطوة وصفتها نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب على أنها لزرع فوضى في أيامه الأخيرة في منصبه، وأنها عمل انتقامي بسبب رفض إسبر إرسال قوات عسكرية لقمع المظاهرات السلمية الداعية لوقف وحشية الشرطة الأمريكية مع فئات معينة من الشعب التي تنحدر من أصول إفريقية أو مسلمة حتى بات الجميع يتساءل من هو المسؤول التالي الذي سينال إقالة مفاجئة من الرئيس الذي ضرب رقما قياسيا بين الرؤساء في التخلي عن معظم أركان إدارته وكبار معاونيه قبل انتهاء النصف الأول من ولايته في عام 2018 إذ وصل عدد هؤلاء في ذلك العام إلى 58 بين وزير ومستشار ومساعد وخبير ومحام، رغم أن معظمهم كانوا من أشد أنصاره في حملته الانتخابية التي فوضته ليكون الرئيس رقم 45 لأميركا واليوم يختتمها ترامب بإقالة إسبر الذي وصفه ترامب بأنه عجز عن كبح الشارع الأمريكي المنتفض بعد مقتل المواطن الأسود جورج فلويد على يد أحد أعضاء الشرطة المحلية في مشهد هز العالم بأسره عن مفهوم المساواة التي تروج الولايات المتحدة لتواجدها بنزاهة على أرضها وبين فئات الشعب الأمريكي الواحد. وفي المقابل لا يتوانى هذا الرئيس عن التلويح بضربة عسكرية ضد إيران يمكن أن تقلب منطقة الخليج رأسا على عقب، وأن هذه الضربة قد تكون فعلا ترجمة لمعنى سياسة الأرض المحروقة التي يود ترامب أن ينهي بها حياته الرئاسية التي لا يبدو حتى هذه اللحظة أنه مستعد لإنهائها بالصورة السلمية التي خرج منها من سبقه من الرؤساء الذين حكموا البلاد، وفي هذه الحالة فإننا بلا شك مقبلون على أكبر كارثة يمكن أن تدمر هدوء هذه المنطقة الجاثمة على أرض غير مستقرة سياسيا واقتصاديا وإن فعلها، فلابد أن يكون لهذا تداعيات خطيرة لن تقابلها إيران بالحلم عند الغضب، لاسيما وإن بايدن قد ألمح أنه سيعود للاتفاق النووي الذي نقضه ترامب بشروط غير تعجيزية للجانب الإيراني وباتفاق ثنائي ولكن يمكن أن تقلب طهران المعادلة لتزيد من توتر ترامب ولتنهي معه عهده بما لا يتوافق مع الاستقرار الباهت الذي نعيشه برد يمكن أن يضر بدول المنطقة جميعها، لاسيما وأن هذه الدول تضم قواعد عسكرية أمريكية لن تكون بمنأى عن هذا الرد الذي ستعده طهران دفاعا عن النفس، بينما ستعتبره واشنطن اعتداء يحق لها الرد عليه فاللهم سلم.. سلم !. فاصلة أخيرة: وصلني إيميل من السيد إدريس حسين زاده ملحق مسؤول عن شؤون الإعلام بسفارة جمهورية أذربيجان بالدوحة يثني فيه على مقالي المنشور بالأمس عن انتصار أذربيجان في استعادة إقليم قرة باغ من يد أرمينيا وأنا بدوري إنما أقول له هو نصر استحق الثناء والتهنئة مني ومن ملايين العرب والمسلمين غيري فسدد الله خطاكم دائما وأبدا. [email protected]@ ebtesam777@