19 سبتمبر 2025
تسجيل• العالم منبهر بالديمقراطية الأمريكية لا تعدو كونها صورة وبهرجة إعلامية لعوالم السياسة الخفية التي تحركها المصالح!، العالم معجب بديمقراطية تسمح لكل من ولد على أرضها حق الترشيح والانتخاب والاقتراع واختيار مرشحه دون الوقوف والبحث عن أصول والده ومسقط رأس جده الأول إلى العاشر!. • تعيش أمريكا سياسة ديمقراطية تشغل فيها الشعوب عن توجهها وسياستها الخارجية التي يجهلها الشعب الأمريكي الذي همه وشغله الشاغل أن يستيقظ صباحاً باكراً قبل شروق الشمس ليأخذ كلبه - أجلكم الله- في جولة صباحية وقبل ذهابه للعمل، ويمارس رياضة الجري والمشي والاستيقاظ مبكراً قبل شروق الشمس. • الشعب الأمريكي يعمل بجد وإخلاص طوال الأسبوع، وينتظر بشوق ولهفة إجازة نهاية الأسبوع ليستمتع بكل دقيقة ولحظة خلالها ليعوض تعب أسبوع عمل، يستمتع بلقاء الأصدقاء أو السفر القريب لولاية لرؤية ذويه، يستمتع بوجبة طعام غداء وعشاء بمطاعمها، ولا يجد وقتاً لمشاهدة ومتابعة الأخبار، ولا تصفح وسائل التواصل الاجتماعي ولا قراءة الصحف لآخر المستجدات!، يستمتع بالاستماع لأنواع الموسيقى الكلاسيكية أو الصاخبة التي يجد فيها سفراً ذهنياً ومتعة وصفاء لذهنه. • الشعب الأمريكي يعمل ليدفع فواتير الكهرباء والماء والضريبة، يعمل ليضمن علاج مرضه وضمان حياة تكفل راحة وسكينة شيخوخته، يعمل لضمان التحاقه وأبنائه بالجامعة. • يجهل أغلب الشعب الأمريكي ما يدار في العالم وفي الشرق الأوسط تحديداً من تدخل سياسة وإستراتيجيات قادتها فيها، وما يدار في هذه البقعة من العالم من توترات وحروب. • يجهل البعض كم العنصرية التي أيقظتها سياسة ترامب التي في أمريكا وولاياتها وكم المادية المسيطرة والغالبة حتى مع وصول قائد من أصحاب البشرة السوداء أوباما أو وصول النائبة كامالا هاريس بأصولها الجامايكية والهندية وخلفية والديها العلمية التي دون شك كان لها الأثر بأن تتعلم وتجتهد وتصل تقديرًا وإيماناً بقدراتها. جميل ديمقراطيتهم أنها تمنح الحقوق كاملة في الترشح وفي الوصول لمن يستحق كفاءة واستحقاقاً.. فهم عانوا العنصرية ويريدون بوصولهم لسلطة حكم ولسنوات إحقاق الحقوق للأقليات بما تعرضوا له من ظلم. • أمريكا مع الحرية التي تدعيها إلا أنها تفتقد معنى الضمان والرحمة في جعل شعوبها آمنة، وتجد الضمان الاجتماعي والصحي الذي يكفل لهم حياة سعيدة وآمنة.. وما أزمة كوفيد - 19 إلا مثل قوي وخطير وكان سبباً في سقوط ترامب في استخفافه بالمرض.. وغيرها من أزمات سابقة غير معلنة!. • سياسة أمريكا الحقيقية تحركها قوة أعلى وأكبر مما يراه الشعب والعالم.. سلطة أسواق المال والبنوك ونفوذهما، وسلطة الاقتصاد واستقراره وتذبذبه، وسلطة تحمي مصالح آخرين تجعل من استقرار رئيسها القادم المعيار لما يقدمه من سمع وطاعة واستقرار إسرائيل!. • آخر جرة قلم: السفر لأمريكا والانتقال بين ولاياتها دون حاجة لتأشيرة سفر ميزة للسائح والمقيم، فأمريكا مفعمة بالحياة والحركة والانشغال والازدحام والضجيج والانبهار، وشعبها لطيف مقارنة ببعض شعوب أوروبا.. في أمريكا يعتاد ويتذوق السائح والمبتعث بمذاق القهوة الأمريكية في برودة شتاء أول الصباح. أمريكا الوجهة المفضلة للمهاجرين والمغتربين والمبتعثين لدراسة وعمل، والباحثين عن استقرار وجواز أمريكي يمنحهم قوة ودخولاً لمطارات العالم بسهولة ودون حاجة لتأشيرة دخول.. إلا أن العيش والإقامة بأمريكا كما يرون فيها من مزايا وانفتاح وحرية، فيها من السلبيات التي يصعب التحكم بها.. ويشعر كثير من المهاجرين أنهم غرباء مهما حاولوا الاندماج والانخراط والذوبان في عاداتها وتقاليدها وسياساتها ويجدون في كلمة الديمقراطية وبعض الحقوق السياسية فرصة لإثبات حقوق حرموا بداية منها!. salwaalmulla@ [email protected]