16 سبتمبر 2025

تسجيل

القائد والاهتمام بالأخلاق والقيم

12 نوفمبر 2018

لقد كانت كلمة صاحب السمو الأمير المفدى، في مجلس الشورى في دور الانعقاد السابع والأربعين كما عهدناه دائما قوية، تلمس الجرح وتحاول علاجه وتوضح نقاطا مهمة ينتظرها الشعب، بان تتبين له ويشرح موقف الدولة منها وخاصة فيما يتعلق بالاقتصاد والتنمية البشرية والاجتماعية والعديد من القضايا المحلية والإقليمية والدولية. وفيما جاء في الكلمة حول الحديث عن الانسان كونه اساس التنمية ومحورها. قال سموه: (ويبقى الانسان هو الموضوع الأهم وهدفها، فارتفاع مستوى معيشة المواطن يجب ان يواكبه تطور تقني ثقافي واهتمام بالاخلاق، وإلا فقد ينشأ احتمال بأن تتحول الرفاهية الى حالة من الافساد الاجتماعي القائم على الثقافة الاستهلاكية غير المنتجة والمتذمرة باستمرار وشعور بالاستحقاق لا يقوم على العمل والكفاءة، وهذا ما يفترض ان يحذر منه الأهل ابناءهم والمعلمون تلامذتهم والقادة شعوبهم ) نعم هذه كلمة تستحق النظر فيها، حيث إن الانسان القطري يعيش في رفاهية بما توفره الدولة للمواطن منذ نعومة أظفاره من رعاية صحية واجتماعية وتعليمية جعلته من أفضل الشعوب في العالم، لكن يجب ألا تكون هذه الرفاهية نقمة عليه بدل ان تكون نعمة، وذلك بالإهمال من قبل الاهل الذين يعتقدون ان المال وما توفره هو الاهتمام والرعاية بالطفل وان ما يتوافر له من ألعاب وترفيه هو أقصى ما يمكن ان يفعله الاهل وهم بذلك يتركون أمور أبنائهم في يد الخدم والمربيات والسائقين، فلا تدري الأم او الأب شيئا عن الأبناء يستيقظون صباحا ويستعدون للذهاب للمدرسة بصحبة من يتولون امورهم ويعودون وهم لم يجدوا تلك الأم التي تسأل عن أحوالهم، بل قد تستمع اليهم فيما يرغبون فيه من ألعاب وفسحة في المجمعات حتى يكبر هؤلاء وهم لا يعرفون كيف ينظمون أنفسهم ويعتمدون على الغير والمال في يدهم حتى يعرفهم المال على رفاق السوء الذين قد يقودونهم إلى درب الزلق أي الخطأ ويهملون تعليمهم خاصة من هم في سن المراهقة التي قد لا يعرف فيها الانسان ما هو الصواب وما هو الخطأ، لأنه لم يجد من يوجهه خاصة من الوالدين ويعتقد أن ما يتحصل عليه من أصدقائه هو عين الصواب وبالتالي قد يفسد ويصل إلى مرحلة لا رجعة فيها من التدمير للأخلاق التي لم يتعلم منها شيئا ولم ير من يسير عليها في بيته ولَم يتعلم عن القيم التي تحكم المجتمع، فأصبح يستمد قيمه ممن يصاحبهم أو من خلال وسائل أخرى لا تتناسب مع تلك القيم وقد لا يدري عن دينه شيئا ولَم يعرف طريقا للمسجد أو وقتا لصلاة يؤديها بالاضافة إلى ما يحصل عليه من الدلال والدلع وتلبية جميع طلباته وبالتالي يوجد ذلك المواطن الذي لا يبالي وقد يحصل على وظيفته بطريقة ما ويعتبرها مصدرا للمال دون انجاز لاى جزء من التنمية وأن هذا العمل أساس التنمية وأن وطنه ينتظر منه الكثير، وفِي النهاية يعض الوالدان أصابعهما ندما لما وصل بأبنائهم من ضياع. ان التربية السليمة للأبناء هي ننشىء جيلا متعلما بعيدا عن الدلال والاهمال ويقدر أن يتعلم من أجل أن يكون إنسانا مدركا لما يدور حوله وما تحتاجه البلاد منه وأن هذا العلم يرفعه لا يهبط به إلى الأسفل، وأن بعد تخرجه من الجامعة عليه واجب نحو وطنه لا بد أن يؤديه، وذلك إذا وجد هذا الانسان تلك الأسرة التي مهما كان لديها من أموال ورفاهية فهي لا تجعله أساسا لتحقيق طلبات الطفل دون أدنى حد وتوازن بين ما يحتاجه الطفل وما يمكن أن نقدمه له بالإضافة إلى الاهتمام بترسيخ القيم ومبادىء الدين الحنيف والأخلاق الرفيعة التي ترقى به من خلال ممارسة تلك الاخلاقيات والقيم من خلال سلوكياتهم في البيت ومع الأبناء والمتابعة والإشراف عليه في كل أموره بحيث لا يجد إلا أسرته للجوء إليها وقت الحاجة والتوجيه ويجد ذلك الصدر الحنون والأذن المستمعة لكل ما يقوله ويستفسر عنه حتى في بعض الأمور التي قد يتحرج من التطرق إليها أحيانا حتى لا يلجأ للغير من الأصدقاء وبذلك يمكن ان يكون إنسانا نافعا لنفسه ولوطنه وأسرته. لذلك لابد أن يقوم كل من ذكرهم صاحب السمو أمير البلاد المفدى، في كلمته بدورهم بجانب الاهل سواء من المعلمين او القادة او من يتولى أمور الأبناء، حفظك الله يا صاحب السمو وجعلك ذخرا للشباب وموجها لهم وللشعب ولكل من يعيش على هذه الأرض.