18 سبتمبر 2025

تسجيل

متلازمة الانتصار ومعرفة العدو

12 نوفمبر 2015

المتابع لردود الفعل العربية على ما يجري في فلسطين المحتلة... ينذهل لمدى اللا توازن بين حجم الجرائم والاعتداءات الوحشية وردود الفعل العربية وأحزابها بمختلف اتجاهاتها. نود التأكيد على حقائق الصراع مع العدو الصهيوني: أولا: أن الصهيونية وتمثيلها الكياني المسخ. ليسا خطرا على الفلسطينيين فحسب. وإنما على الدولة العربية الحديثة. وعلى الأمة العربية من المحيط إلى الخليج! الحقيقة الثانية: أن أية قضية وطنية مرهونة في أحد أسباب انتصاراتها. بمدى تلاحمها مع بعدها القومي. وبالمقابل تلاحمه معها. والانتصار لها ولو باضعف الإيمان!. الحقيقة الثالثة: أن الكثير من سياسيينا فلسطينيين وعربا لا يدركون حقيقة الكيان كتمثيل عملي للصهيونية! لا يعرفونها أو يتجاهلونها. ذلك لتعليق شماعات تقصيرهم نحو القضية المركزية للأمة العربية بأسرها على هذا الأمر. إن عقيدة هنيبعل تتلخص في: اعرف عدوك. الصهيونية هي أكبر حزب منظم في التاريخ إن إسرائيل تختلف عن أي استعمار آخر، فهي نموذج منفرد في التاريخ "إذا استثنينا الهنود الحمر على أرض أمريكا الشمالية! فولادتها قائمة على اقتلاع شعب آخر وتهجيره والإحلال محله، واغتصاب أرضه وإقامة دولة تستقبل المهاجرين اليهود من كل بقاع العالم على أرض فلسطين لمغتصبة، بالتالي فإسرائيل استعمار اقتلاعي للفلسطينيين. إحلالي لليهود. إسرائيل محكومة بهاجس أمنها أولاً وأخيراً، وتخوض حروبها الاستباقية بما تسميه حروبا "وقائية" وفق مبدأ "نقل المعركة إلى أرض العدو". الغربيون يعتزون بصداقة الكيان.بالتالي، فإن مجابهة هذه العدو تقتضي نضالا فلسطينيا بالدرجة الأولى بالتلاحم مع النضال القومي العربي ثانيا وأيضا فإن تسمية الصراع العربي - الصهيوني، بالصراع أو النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي، هو ابتعاد عن جوهر الصراع وعدم إدراك مفتعل للمخاطر الصهيونية الإسرائيلية.. هذه هي القضية الأولى. القضية الثانية هي إدراك طبيعة العدو الصهيوني، تتمثل في استحالة جنوح إسرائيل (وفق المعطيات السابقة والراهنة والمتعلق بأهداف إنشاء الكيان ومجمل ممارساته) للسلام. فثلاث تجارب "سلامية" معها في أوسلو، وكامب ديفيد ووادي عربة كفيلة باعطاء الاستنتاج اللازم لكيفية النظرة الإسرائيلية. للسلام مع العرب والفلسطينيين.