27 أكتوبر 2025

تسجيل

(قمة الرياض) بين التعاون والإنتاجية

12 نوفمبر 2015

الإعلان الختامي للقمة الرابعة للدول العربية ودول أمريكا الجنوبية التي اختتمت أعمالها في العاصمة السعودية أمس جاء منسجما مع ما تعانيه المنطقة العربية من ويلات وحروب، فتصدعت أسماعنا من هول ما يرد إلينا من دعوات متكررة لإنهاء معاناة الشعب السوري والحاجة للتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن 2216 في اليمن وغيرها من العواصم التي تكتوي بحريق النيران التي لم تبق ولم تذر من تشريد وقتل وتشريد للأبرياء من العائلات التي في ليلة وضحاها أصبحوا في العراء يبحثون عن من يؤويهم وينتشلهم من هول الحروب التي حرقت مدنهم . /إعلان الرياض/ جاء في وقت العالم أحوج فيه إلى تعزيز أواصر التعاون والشراكة والإنتاجية واستدامة التنمية بعد اختراق نوعي لما تعيشه المنطقة العربية من تردٍّ بالأوضاع الأمنية والاقتصادية /إعلان الرياض/ جاء ليعزز التعاون السياسي والاقتصادي والعربي اللاتيني وسط دعوات لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي الذي يعد العائق الأكبر أمام تطور المنطقة بما يليق بها من تاريخ وحضارة وموارد بشرية ومادية . قمة الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية جاءت بمثابة الملتقى الهام للتنسيق السياسي بين دول كلتا المنطقتين، وهي أيضا آلية للتعاون في مجالات الاقتصاد والثقافة والتربية والتعليم والعلوم والتكنولوجيا وحماية البيئة والسياحة وغيرها من المجالات ذات الصلة والمنافع المشتركة وذلك لتحقيق التنمية الدائمة في تلك البلدان والمساهمة في تحقيق السلام العالمي على أسس من الاستدامة والتطوير. /إعلان الرياض/ كرس في ديباجته قضايا آنية تريد من يدفع بها لتحقيق الاستقرار بين الدول المعنية في اجتماع القمة الرابعة من حيث النظر في توقيع اتفاقيات ثنائية للتجارة الحرة، والتنويه بجهود موريتانيا لاستتاب الأمن في مالي، فضلا عن تشجيع المفاوضات الثنائية من أجل تعزيز الاستثمار وتبادل الخبرات، كما رحب الإعلان في الوقت ذاته باتفاقية التوأمة بين كراكاس والقدس، ومؤكدا على حسن الجوار مع إيران، وعلى وحدة وسلامة الأراضي الليبية . المملكة العربية السعودية الشقيقة حاضنة القمة المشتركة الرابعة أشادت بما حققته رئاسة قطر والبرازيل والبيرو للقمم الثلاث السابقة وأكدت على الدور التأسيسي للقمة التي كان لها أبلغ الأثر في تقريب وجهات النظر العربية – الأمريكية الجنوبية، وعلى دور قطر الريادي في استضافة القمم والمؤتمرات لما فيه خير الشعوب . جاءت قمة الرياض متممة لسابقاتها، وهذا الملتقى هو ثمار جهود صادقة انطلقت باقتراح من الرئيس البرازيلي السابق بهدف تعزيز العلاقات المتبادلة بين الجانبين /العربي الأمريكي الجنوبي/ الأمر الذي قد يخلق فرصا جديدة للتعاون ويخدم القضايا العربية ويعزز من دور الجامعة العربية كمنظمة إقليمية على المستوى الدولي. ويُظهر هذا النوع من القمم، عالمية الطابع، مدى التوافق والتقارب في وجهات النظر بين الجانبين تجاه العديد من القضايا والمسائل الدولية، لاسيما في ظل المواقف الإيجابية لدول أمريكا الجنوبية المؤيدة للقضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية . وسلامتكم