09 أكتوبر 2025
تسجيلغاب المسرحيون عن الساحة، فجفت منابع الابداع عند العديد من الفنانين بعد ان كانت تغص بهم خشبة مسرح قطر الوطني بتدافع الفرق المسرحية الاربع المتنافسة آنذاك انتظارا لحجز موعد لهم لعرض ما ابدعوا به من روائع الاعمال التي اثرت الحركة المسرحية في قطر وشهدت لها المحافل المسرحية العربية في قرطاج ودمشق وبغداد والقاهرة حين كانت الاعمال المسرحية تتنافس في المواسم المسرحية الزاخرة بالابداع الرائع والمتنوع للفوز بنصيب شرف تمثيل بلدهم في تلك المهرجانات بعد ان يتم اختيار افضل الاعمال المقدمة خلال موسم حافل وذلك وفق معايير مقننة تضع المعيار الفني في اولويات الاختيار. الاجتهادات التي يقوم بها المسؤولون في وزارة الثقافة والفنون والتراث الحاضنة الشرعية للمولود المنتظر ما زالت في مرحلة مخاض لنوع الجنين وهي تدور في فلك الوضع القائم دون النظر للوضع المتردي للحركة المسرحية التي تتنافس فيها شركات الانتاج والفرق المهجنة، تزاحمها فقط فرقتان هما اللتان بقيتا من اطلال الفرق الماضية التي اخرجت كل هؤلاء المسرحيين المتنكرين لتاريخهم الفني الذي ابدعوا فيه حين كانت مقار الفرق المسرحية الرسمية الاربع هي البيت الدافئ والمعين المحفز لمواهبهم وابداعاتهم، وها هم الآن يعتلون هرم المسرح مشرئبة رقابهم نحو الجوائز السخية التي سيظفرون بها من مهرجان مسرحي محلي مزعزع الاركان، في ظل سبات القائمين عليه ووعدهم بان تكون نسخته الثالثة العام القادم خالية من التخبط، وافضل من التردي الحاصل، وأنه لن يكون هناك أيضًا أي إهدار. اللجنة الدائمة لشؤون المسرح بمجلسه الجديد في ديناميكية وعمل متواصل لوضع الخطوط العريضة والمستقبلية للمسرح في قطر، وهي معتكفة الآن على دراسة اللائحة الداخلية لمهرجان المسرح المحلي باعتباره الحدث الابرز الذي يحرك المشهد المسرحي لدينا، ومازالوا يتداولون فيما بينهم الرؤية المناسبة للوائح الداخلية المقترحة للفرق المسرحية، وهل سيتفقون على زيادة عدد الفرق ام سيكتفى بالفرقتين اليتيمتين المتبقيتين.. كل هذه الجهود هي استكمال لأعمال اللجنة المستحدثة التي وصفتها عدة جهات متابعة ووسائل اعلام معنية بانها "حبر على ورق". اللجنة الدائمة لشؤون المسرح وقبيل انطلاق المهرجان فوجئت بعدم وجود موسم مسرحي لتطبيق اللائحة التي تنص على مشاهدة الاعمال قبل عرضها، وهم لا يزالون يأملون استقرار موسم مسرحي في المسقبل، ويواصلون تداولاتهم حول زيادة الدعم، وزيادة عدد الضيوف، وزيادة عدد الفرق المحلية، وحجز مسارح كتارا مبكراً، والمهرجان على الابواب دون نتائج تذكر، ربما تلك القضايا سترفع الى الامم المتحدة للبت فيها قبيل موعد الموسم المسرحي المحلي العام القادم. ما اقسى على النفس ان نسمع من احد الرواد ممن صال وجال في فضاءات المسرح المحلي وشكل احد رموزه المعروفين قوله "إن المهرجانات المسرحية التي تقام في قطر تفتقد الهدف الأساسي من إقامتها.. وإن ما يحدث عندنا هو حالة من التطبيل المسرحي.. والقول زورًا إن هناك مسرحًا في هذا البلد". المسرح في قطر كان ناجحًا، كانت الارضية معدة للابداع، والعروض المسرحيّة على مدار العام، تقدم صفوة الأعمال للناس وتحظى بتقديرهم.. فما الذي حصل. وسلامتكم.