15 سبتمبر 2025
تسجيل• تظهر المواقف والظروف، والأزمات الصعبة والحزينة معادن البشر الأصيلة.. تظهر حقيقتهم وصدق مشاعرهم.. وتظهر الردئ منهم ! ونلتمس الأعذار.. ونقدر الظروف التي منعتهم من التواجد والحضور..إلا أن صدق مشاعرهم يصل ويكون حاضرا ودعاء بصدق الإحساس والوصول. • المواقف الصعبة وما يرافقها من ألم فقد وحزن، وما يرافقها من هم وحزن، وما يرافقها من سيطرة مشاعر الحزن والضيق والوجع، كل تلك المشاعر تجد هناك من البشر من يحتويها، ومن يحتضنها، ومن يكون معك وأمامك وخلفك وعن يمينك وشمالك بكمية صدق مشاعر وأحاسيس، ونبل إنساني حقيقي، واحتواء راقٍ كريم.. لا يرتجى من ذلك مصلحة ولا غاية ولا سلم وصول لأطماعه! ولا يقترب ويصل ويكون معك لمنصب وكرسي تكون فيه لتخدم مصالح يبتغيها ! • هناك من شغلتهم ظروف الحياة ومشاغلها وظروفهم وأحوالهم وهم معذورون … إلا أن ذلك لم يمنع وصولهم والتحام مشاعرهم بأشكال الوصول.. حضورا، اتصالات، وحتى تلك الرسائل النصية الخجلى وغيرها من رسائل عبر وسائل التواصل الاجتماعي ترسل.. لتواسي وتعزي … لا يمنع الوصول والحضور إلا فراش المرض… والموت والسفر..!! • كم من كبار سن ومن مقعدين لم يمنعهم كبر سن وعجزهم وظروفهم عن الوصول، وكم من زحمة أعمال وانشغال ومهام لم تمنع صدق التواصل والتعزية والكلمة والدعاء الصادق من الحضور والتواجد ورقي المشاعر.. • في مثل هذه المواقف دائما يتبادر قول الشاعر: إِذا أَنتَ أَكرَمتَ الكَريمَ مَلَكتَهُ وَإِن أَنتَ أَكرَمتَ اللَئيمَ تَمَرَّدا كريم النفس والأصل والأخلاق والعقل والفكر، كريم المشاعر والمبادرة، من يتذكر موقفا بسيطا وموقفا صادقا كان.. ويضعه أمامه كي يجعله من الكرماء كريما بما أكرمته.. ويكون معك في كل ظروفك ومشاعرك.. • لا يكفي الحزن ليجعلك متواجدا وحاضرا..نبل المشاعر والخير والحب والوفاء يكون في كل المواقف والمناسبات.. يسعى جاهدا الإنسان لعلاج ذاته من أمراض القلوب من حسد وحقد وكره.. بإظهار نقيض ذلك.. كم من أولئك الذين اعمى الحسد والغيرة ابصارهم من رؤية الحق والرقي في التعامل في جعل المحبة صادقة وخالصة لله.. • المناصب والكراسي تشغل العقول.. وتجد حولها من يتلهف لتقديم الخدمات والمجاملات، أما القلوب والأرواح يفترض أن تحافظ على رقيها ولا تسمح لانشغال واعمال ومناصب واسماء من ان تتغير وتتلون، ولا تمنع وفاءها وجميل المعاني فيها، ولا تسمح لمنصب زائل ولا إنشغال ولا كبر.. يمنعها من الوصول والمشاركة باشكال الوصول والمشاركة ! • آخر جرة قلم: مساكين أولئك الذين ران على قلوبهم وانعدمت المشاعر والأحاسيس والذوق من قلوبهم..! الدنيا تدور ولا تمهل.. تدور سريعا بأشكال المكافآت والجزاء والعطايا.. وباشكال الانتقام !.. تدور سريعا لتلقن الدروس وتقدم العظات وتأخذ الحقوق.. وتنصف الإنسان في أشكال الظروف والمناسبات…. مساكين الذين شغلتهم الدنيا وحركتهم من أن يقفوا ليروا ملامحهم التي تغيرت! وليتفقدوا مشاعرهم التي تلونت! ونبرة أصواتهم التي تبدلت ! وكم من ألوان الأقنعة والنفاق الذي يرتدونه ! أصعب المصائب وأشكال الحزن والوجع أن تفقد عزيزا وحبيبا برحيل وغياب.. رغم وجع الرحيل وضوضاء المكان.. وما يرافقه من حزن ودموع وشوق وصور ذكرى.. إلا أن الوجوه المحبة والنبرات الصادقة والحروف المكتوبة بصدق.. ندركها جيدا ونضعها أمامنا ونتذكرها.. ولا ننساها لهم في فرح.. ولا حزن.. وإنا لله وإنا إليه راجعون.