10 سبتمبر 2025

تسجيل

ابتعدوا أيها المتخاذلون عن غزة

12 أكتوبر 2023

ماذا استفادت حماس اليوم من عمليتها (طوفان الأقصى) التي تدخل يومها السادس وقد أحالت إسرائيل قطاع غزة رمادا ومستمرة حتى الآن في قصفها بصواريخ وغارات بأسلحة فوسفورية محرمة دوليا وسيكون عدد قتلاها يفوق عدد قتلى إسرائيل أضعافا؟! كان هذا هو سؤال الخذلان الذي يتكرر لنا في منصة X (تويتر سابقا) أو لأقل أنه سؤال تهكمي لكثير من (المتصهينين) الذين تطبعوا بالصهاينة قبل أن تعلن حكوماتهم التطبيع الكامل مع إسرائيل فعليا ومن طبعت وانتهى الأمر، وطبعا لا نملك أمام هذا السؤال الذي نشتم من ورائه الشماتة اليوم بما يجري في غزة إلا أن نقول إنه لا يمكن لهؤلاء المتخاذلين أن يهزوا شعرة منا في الإيمان بقضية فلسطين المحتلة التي تستحق عيشا كريما ودولة موحدة وحدودا مستقلة وسلطة ذاتية وعاصمتها القدس وإن الحرية لا توهب وإنما تُنتزع من المغتصب، فالرسول الكريم عليه الصلاة والسلام كافح وجاهد وحارب وتحمل المشاق لإعلاء كلمة الله ونشر الدين الإسلامي وهو نبي المعجزات ولو طلب الله عز وجل لأعطاه ما أراد ولم يتحمل كل هذا ولكان توقف عند أول أذى من الكفار ومن ذوي القربى منه ممن كفر ببعثته ورسالته ولذا لا تظنوا إن احتلالا استمر منذ 75 عاما ارتكب مجازره بحق الآلاف من الشعب الفلسطيني الذي آمن بأن الأرض أرضه وإن استمر الاحتلال يمكن أن يعطيه وصاية على الفلسطينيين وأرضهم أو إن تكون له شرعية لأن يكون مالك البلد وصاحبها، فبالأمس فرحنا بعملية طوفان الأقصى لأننا علمنا أنه في كل يوم تزداد المقاومة شراسة وتعمقا في المستوطنات الإسرائيلية المحتلة وبتكتيك لا يتوقعه العدو وتعمق جراحه ويعلو نحيبه وتزيد خساراته واليوم حزينون على ما يجري في غزة من قتل الأطفال والنساء والشباب وهدم البيوت على ساكنيها ومساواتها بالأرض ونحن على ثقة بإذن الله بأننا غدا سوف نرتاح حين يبدأ القطاع في التعافي وبناء نفسه بنفسه لأن هذا هو المنوال الذي اعتدنا أن نراه في الفلسطينيين عقب كل عمليات المقاومة التي نصر على أنها مشروعة تماما في حق الدفاع عن النفس وردا على الجرائم الإسرائيلية المستمرة بحق شعب أعزل يملك الأرض والهوية والتراب والهواء والماء والحدود الأربعة من كل الجهات. أكتب لكم الآن والساعة تقارب الثانية عشرة والنصف مساء والقمة العربية التي قيل إنها (طارئة) لم تعقد ولم تظهر إشاراتها على أي محطة تلفزيونية عربية وكأن أصحابها لا يزالون نائمين أو يتناولون وجبات إفطار متأخرة ويتدربون على كلمات ومشاعر وتعابير يحاولون من خلالها أن يثبتوا أنها قمة عربية متعاطفة مع الفلسطينيين لكنها تندد أيضا باستهداف المدنيين (من أي جهة كانت) فأي طارئة تقصدون والأحداث المؤلمة في غزة بدأت يوم السبت الماضي وتعقدونها آخر الأسبوع أيها العرب ؟! أي طارئة هذه التي تأتي بعد استشهاد ما يزيد عن ألف شهيد فلسطيني في القطاع المحاصر فلا تقولوا لي إنكم تحاولون وقف الحرب الدائرة والعدوان الإسرائيلي وأنتم الذين عجزتم عن فك حصار منذ عام 2007 يعيشه أهل غزة ؟! لذا دعوا الفلسطينيين يحلون أمرهم بأنفسهم لأنهم قد فقدوا إيمانهم بكم، فالأرض أرضهم ومن يحررها لن يأتي متوشحا غير علم فلسطين فقط ومن كان من الشرفاء العرب معهم طبعا وما عداهم فاصنعوا تطبيعا أنتم تفضلونه واصنعوا تعاطفا كاذبا كما تحبون واصنعوا سيادة كما تحلمون واعقدوا تمائم مصالحكم كما تودون ودعوا غزة بأهلها تقاوم وتزف شهداءها وتلد أجيالا يحملون راية من سبقهم بثبات.. فالنصر من الله والعمل منهم بإذن الله.