11 سبتمبر 2025
تسجيلكنت أعود من الدوام مباشرةً لأبدل الثياب بغيرها وأنا مُنهكة ونعِسة، بثيابٍ كتِلك التي ترتديها مُعلماتي، حسنًا! لقد كنت أنسقها ليلًا من خزانة والدتي وأضيقها بكباساتٍ وما إلى ذلك.. كانت متعة انتظار العودة للمنزل تملأ تجاويف معدتي وترقص فيها كالفراشات، وكنت اقتبس أدق تفاصيل بعض المعلمات لأقلدها عند عودتي والبدء بمدرستي الفريدة من نوعها في إحدى زوايا بيتنا الدافئ، بصراحة لقد كنت أدرس وأستمتع في آنٍ واحد، كنت أمتلك ألوانا وأنواعا عدة من أقلام السبورة، ولا أكاد أنسى الأزرار المغناطسية وأوراق الأهداف والمعايير التي كنت اجهزها ليلًا، وتجهيز العروض الصفية التي كان يستغرق تجهيزها وقتًا طويلًا جدًا، وأذكر تفاخر أمي بكل هذا أمام معلماتي عند حضورها بعض الحصص الدراسية "المُعايشة"، ويا فرحتي وبهجتي إذا جلب لي والدي عُلبةً جديدة، فكأن قلبي يحملها قبل يداي، ويحتفظ بها في سلة تشبه سلة المعلمات المُبعثرة. وخلال ساعات العصر، وهو وقت قيلولة أفراد أسرتي، تبدأ رحلتي الدراسية الفريدة من نوعها، ورحلة تلقين حبيبات الهواء! مبتدئة بتوزيع الملازم والاختبارات على الأرض وكأن طالباتي معي يسمعون ويرون، وحل مسائل وشرح مفصل بضمير حي جدًا، كنت حتى أحب أن أغضب أحيانًا كالمعلمات تمامًا، ويا خجلي وحُمرة وجهي إذا صادفت هذه اللحظات وقت خروج أبي للدوام.. كنت أشعر بجنوني أحيانًا وأضحك عليه، كما أفعل اليوم تمامًا. طالبة في جامعة قطر