11 سبتمبر 2025

تسجيل

تــوتــر الجـارة المنهارة

12 أكتوبر 2020

لماذا تتحرك أبواق الإمارات الآن تحديداً ضد قطر؟، والملاحظ أن هذا التحرك من شخصيات حقيقية وليس من الذباب الذي اعتادت الإمارات أن تزج به في معاركها التي لا تتجاوز بطبيعة الحال حلبة تويتر، وأعني وزير شؤونها الخارجية أنور قرقاش الذي على ما يبدو قد فقد عقله منذ الإعلان عن زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لدولة قطر وحضوره فعلياً ومغادرته. وحتى الآن رغم مضي أيام على هذه الزيارة القصيرة التي تضمنت أيضاً زيارة لدولة الكويت الشقيقة لتقديم واجب العزاء في المغفور له بإذن الله الشيخ صباح الأحمد الصباح رحمه الله أمير الإنسانية الراحل، والملاحظ أيضاً أنه كلما أُعلن عن زيارة تركية إلى قطر أو زيارة قطرية لتركيا أو حتى اتصالات متبادلة توتر الإماراتيون مثل الفئران المذعورة وبادرت بهجومها الكرتوني الذي يشبه في اندفاعه مشاهد الرسوم المتحركة غير الحقيقية، وصبت جام كل الحقد الذي يعتمر في قلبها المريض ضد قطر على العلاقات القطرية التركية وكيف سمحت الدوحة وسهلت للنفوذ التركي أن يتغلغل في الخليج عبر الأراضي القطرية التي باتت تضم قاعدة تركية عليها، متناسية وهي الدولة التي حشرت أنفها الكبير في أدنى الأرض وأعاليها وعاثت في معظم دول العالم فساداً وتدميراً وزلزلت استقرار دول وهزت عروشاً أخرى وقتلت واعتقلت الأبرياء والمدنيين ثم تأتي لتفرد عضلاتها الهشة على قطر وتركيا. لكن الجميل في الأمر أن الدوحة وأنقرة الوحيدتان القادرتان على إلجام هذه الدولة كلما حاولت أن تمد أنفها الأعوج إلى عمق شؤونهما الداخلية، لكن الأمر لا يخلو من تسجيل بطولات على تويتر من خلال تغريدات الوزير (قرقاشه) الذي يستنكر في حسابه وجود قاعدة عسكرية تركية في قطر، متجاهلاً أن بلاده تضم أكثر قواعد أجنبية بين الدول الخليجية والعربية، حيث تضم قواعد عسكرية لأمريكا وبريطانيا وفرنسا وأستراليا، فهل استنكرت قطر وأدانت هذا الكم من القواعد العسكرية الأجنبية في الإمارات كما تفعل أبوظبي التي تتجاهل (شق ثوبها) وتتبع عورات الآخرين في فعل هي القائدة فيه؟!. رغم أن تواجد أي قواعد عسكرية هو في الحقيقة نتيجة اتفاقيات بين دول توقع على عقود واتفاقيات تفاهم، وهذا لا عيب فيه، وأنا هنا لا أبرر بقدر ما يجب أن يفهم قرقاش وغيره هذه السياسة التي من المفترض أن تكون من أولى أبجديات مهامهم الدبلوماسية، لكن العقدة هي (تركيا) ولم كان يجب على قطر الدولة الخليجية أن تتفرد بعلاقات مميزة مع دولة تسبب صداعاً حالياً لأوروبا رغم حرص الأخيرة على بناء علاقات متميزة معها في الوقت الذي هددت أنقرة وضاعفت من وعيدها للإمارات بأنها ستتحين زماناً ومكاناً مناسبين لما أسمته بتأديب الإمارات بطريقتها الخاصة، ولذا لا عجب أن ترى أبوظبي من التحالف القطري التركي خطراً عليها بالذات، لأنها تعلم أنها أدخلت يدها في عش الدبابير. كما أن حكومة أردوغان لم تنس ما فعلته هذه الإمارة المارقة في محاولة الانقلاب على الرئيس التركي عام 2016 وكيف صاغت خبر الانقلاب الذي لم ينجح في صحفها التي اختارت لها أن تصدر مساءً احتفاءً بالانقلاب الذي جاءت نتائجه ولله الحمد على غير ما تمنت الإمارات وبعض الدول الخليجية التي سارت على نفس الفرحة الزائفة التي عاشتها أبوظبي آنذاك، وعادت كل هذه الدول تنوح وتصيح بعد فشل نواياها الآثمة ضد أردوغان شخصياً وحزب العدالة والتنمية عامة، وعليه فإن التوتر الإماراتي بات لا يخفى على الجميع من أي زيارة معلنة أو غير معلنة بين قطر وتركيا، فالرعب هو من يحرك هذا التوتر، وهذا تفسير لا يخطئ عليه اثنان، ففي الوقت الذي نمضي بعلاقاتنا المميزة مع تركيا وغيرها التي أفرزها الحصار ستستمر أبوظبي في مد أنفها في كل شأن خليجي وعربي وإقليمي ودولي وإعلامي وستنسى أن شقها أكبر من الرقعة.. أكبر بكثير والله!. ‏@[email protected] ‏@ebtesam777