دفعة الحصار

جاء احتفال تخرج الدفعة الأربعين من جامعة قطر الذي شرَّفه أمير البلادالمفدى سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني - حفظه الله- أمس الاول الثلاثاء، حدثاً استثنائياً في حقبة مهمة من تاريخ قطر الحديث ، كون هذه الجامعة العريقة استطاعت أن تُحدِث خلال مسيرتها الظافرة منذ أربعين عاما تحولا نوعيا في مسار التعليم العالي في قطر ، و ما لمسناه على أرض الواقع من تبوؤ خريجيها مراكز مرموقة في كل وزارات وإدارات الدولة حيث برز فيهم النابغة والمثقف والعالم وغيرهم وهو الدور المرجو في المجتمع. تحل هذه الذكرى السنوية للاحتفال بخريجي جامعة قطر وبلادنا ولله الحمد تحقق انتصارا باهرا للتصدي لكل معاول الهدم والتشويه الذي اعتمده الحاقدون بتجنٍ غير مسبوق بفرص حصار فاشل ، وها هم خريجو جامعة قطر يرسمون مستقبلهم بالتحدي والصمود مشمرين عن سواعدهم لخدمة بلدهم العزيز.ستشكل هذه الدفعة نبراسا يضيء أمل المستقبل للجيل القادم، وسيكون شباب قطر وخريجو جامعتهم العريقة انموذجا يحتذى ، وتشريف أمير البلاد المفدى سمو الشيخ تميم بن حمد حفل التخرج يعد رسالة سامية من رأس هرم السلطة تؤكد أن بلادنا تسير في طريقها المرسوم برؤية صادقة ، غير آبهين لاي عقبات يمكن أن تثنيهم عن بناء دولة عصرية، تشجع العلم، وتدرك قيمة الشباب.الاحتفال بالدفعة الأربعين من خريجي جامعة قطر هذا العام يُعد حدثا غير عادي في ظل حصار ظالم من دول الجوار منذ أكثر من أربعة أشهر، وكل يوم جديد مر علينا كان يبشر بالخير لاننا تعاملنا مع هذه المرحلة الحرجة بحكمة وعقل خلف قيادتنا الرشيدة التي تدرك تماما أنها تعمل في أفضل استثمار يعود بالنفع على حاضر ومستقبل شعبها هو الاستثمار في أغلى ما تملكه وهو الإنسان.إن جامعة قطر، وهي تحتفي بدفعة "الحصار" المتميزة تقف الآن على أعتاب مرحلة مهمة من التاريخ، تمثل نقلة نوعية وحضارية تستجيب فيها لما يشهده المجتمع القطري من نهضة شاملة، وتنبيء عن مستقبل مشرق ومكانة مرموقة لمسيرة جامعة قطر لتظل ضمن قائمة أفضل جامعات النخبة عالمياً، وهذه المكانة جعلتها في المرتبة الأولى على مستوى الجامعات العربية بحسب وكالة "راوند" لتصنيف الجامعات.أعطت جامعة قطر الكثير خلال مسيرتها العلمية وقد آن الأوان لكي يرد الابناء الجميل للدولة التي احتضنتهم وأمنت مستقبلهم بالعلم والمعرفة وهذه الدفعة تزامن احتفالها مع حياة منغصة افتعلتها دول الجوار للنيل من كرامة قطر الأبية، وكان هذا الحدث حافزا كبيرا للتحدي والصمود والتفوق للمشاركة في دفع مسيرة التنمية والنهضة والعمل على تحقيق الاكتفاء الذاتي والاستقلال الاقتصادي في مختلف المجالات.دفعة الحصار هي الدفعة الأكبر التي تتخرج من جامعة قطر، على مدار السنوات الماضية وهو ما يدلل على إنها أصبحت الجامعة الأولى ويتزايد العدد كل عام ، يكفي خريجوها أن دفعتهم هذه هي الدفعة رقم أربعين من مسيرة جامعة قطر وبالمصادفة فان إجمالي عدد خريجيها بلغ أكثر من أربعين ألف خريج وخريجة وهو رقم متميز حيث ستكون الظروف القادمة مهيأة اكبر ليكونوا السواعد الواعدة في تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030. من جميل ما قاله خريجو جامعة قطر هذا العام خلال لقاءات صحفية متفرقة ان دفعة (الحصار) هم أكبر دفعة وهذا إنجاز جديد تزامناً مع الأزمة التي تمر بها دولتنا وهذا الأمر يعطينا دافعاً لتقديم المزيد لخدمة الوطن. وسلامتكم