31 أكتوبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); أحد زملائي في العمل كان يشتكي من رئيسه أنه لا يلقي التحية عندما يصادفه في الممر، وكان زميلي هذا يعزو ذلك لأخلاق الرئيس المتعالي على الناس، مما جعل زميلي يكره المدير، ولا يطيقه، ويتحدث دائماً عنه بالسوء أمام الآخرين. مرت الأيام والشهور، وبعد فترة قابلت زميلي هذا وسألته عن رئيسه في العمل، فتفاجأت بأنه امتدح رئيسه، وكيف أنه شخص متواضع ومتفهم، فسألته باستغراب عن سبب تغييره لرأيه السابق في رئيسه، فأخبرني أنه لم يكن يعرفه بما فيه الكفاية، وأنه صارح رئيسه بما في نفسه، فاعتذر له الرئيس ووضح له أنه عادة ما يكون شارد الذهن وكثير التفكير في مشاكل العمل، فلذلك قد لا ينتبه لمن يمر بجانبه.جرت العادة عند الناس أنهم عندما يشاهدون تصرفاً يصدر من أحد الأشخاص، فإنهم يفسرون هذا التصرف بأنه نابع من أخلاق هذا الشخص، ولكنهم يهملون الظروف الخارجية التي قد تؤثر في الإنسان وتجعله يتصرف بطريقة قد يساء فهمها. هذا النوع من التفكير يسمى في علم النفس Fundamental attribution error (خطأ الإسناد الأساسي).هل كنت مرة تقود سيارتك في الطريق ومر بجانبك سائق آخر وكان مسرعاً، ماذا كانت ردة فعلك؟ هل قلت في نفسك أن هذا الشخص مجنون؟ ألا يمكن أن يكون هذا السائق لديه أمر طارئ، أو أنه متأخر عن موعد مهم؟يقول السلف: التمس لأخيك سبعين عذراً. (يظن البعض أن هذا حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكنه ليس كذلك).من المعروف أن من عادة أهل الخليج أن يقفوا عند مصافحة شخص آخر، والجلوس أثناء المصافحة يعتبر انتقاصاً من قدر الشخص. سمعت قصة عن شخص دخل مجلساً، فقام له الجميع ليصافحوه ويسلموا عليه، ماعدا شخص واحد صافحه وهو جالس على الكرسي، فغضب هذا الرجل ولكنه أخفى غضبه، فكان كلما تحدث هذا الجالس، أشاح صاحبنا بوجه للناحية الأخرى. وبعد انتهاء المجلس، تفاجأ صاحبنا أن هذا الشخص الذي لم يقف للسلام عليه كان مقعداً ويستخدم كرسياً متحركاً.فيجب ألا نجعل تفسيراتنا لتصرفات الآخرين سريعة، ولا نطلق الأحكام على الناس جزافاً بسبب موقف أو اثنين، فلعل له عذر، مهما بدا الموقف سيئاً وسلبياً.